للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قالت بصيغة الاستفهام لا التقرير:

?

فأجبت بالصمت

ومن قال إني سأرجع؟ ومن قال إني سأراجع؟

ذلك فراق، ليس بعده تلاق

لن يؤذيني أن تخرجي من سمائي، فإني واثق بأني سأجد هواي حين أشاء، وإنما يؤذيني أن أتصور أنك يئست من وفائي، وأنك صرت يتيمة بعد أن خمدت نيران أشواقي، ولن تخمد نيران أشواقي

لن يصلح ما بيننا إلا إن سمعت شكواي: هذا الصدر يسير عارياً في كل يوم، كسائر صدور النساء في هذا الجيل، فكيف يهادن جميع الرجال، ويحاربني وحدي؟ وهذه العيون توجه نظرات وغمزات، ولا تأسر أحداً، مع أنها تخاطب جميع الخلائق، فكيف تأسرني وحدي؟

قلبي هو القلب، وجمالك هو الجمال، والناس ما عدانا خيال في خيال

لا تسأليني عن حالي، فأنت حالي وأحوالي، وأنت ماضي وحاضري ومستقبلي، وأنت ضميري المركوز في ضمير الوجود

لن أيأس منك، ولن تيأسي مني، ولن يقول قائل إني فارقت هواي في لحظة من لحظات الغضب أو العناد أو العتاب

أنا حاربت فرنسا وهي صحيحة، وسالمتها وهي جريحة، وأنت الخيال الزائر من ذلك البلد المحبوب

لن أشمت بفرنسا مع الشامتين، ولن أذكرها بغير الجميل، وإن جانبت الجميل

قال الجنرال دي جول: لبنان وديعة في يدي وسأسلمه لفرنسا

يقول هذا القول وهو مغلوب، وتلك غاية الغايات في صدق الوطنية، وأنا أمجد هذه الوطنية، وأتمنى مثلها لنفسي

إن الاستعمار من أنصبة الأمم القوية، فمتى نكون من المستعمرين، كما كان الآباء والأجداد؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>