لتجلسي يا شقيقتي الكبرى. . . ولتسمعي. . . وانحنى القس يأخذ بيد (سوزان) وهي قابعة كعادتها عند قدم السرير وأجلسها على الفوتيل وأخذ بكل يد من يديه يد كل من الشقيقتين، وقال:
رباه. . . لتبعث فيها القوة. . . ولتنزح عليها رحمتك. . .
وشاءت مرجريت أن تتكلم، فخرجت الكلمات من حلقها الواحد بعد الأخرى جزئية متقطعة
عفوك. . . عفوك يا أختاه. . . لتصفحي عني. . . آه لو أنك تعلمين كم كنت أشفق على نفسي من هذه اللحظة. . . طول حياتي. . . وتمتمت سوزان من بين عبراتها. . .
عم أصفح عنك يا صغيرتي. . . وقد منحتني كل شيء. . . وضحيت بكل ما تملكين. . . إنك ملاك
ولكن مرجريت قاطعتها قائلة:
خلي عنك
دعيني أتكلم ولا تقاطعيني. . . هذا مريع. . . دعيني أقل كل شيء حتى النهاية. . . دون تتحركي. . . أصغي. . . إنك تذكرين. . . تذكرين هذي. . .
وانتفضت سوزان ونظرت إلى شقيقتها التي استطردت قائلة: يجب أن تنصتي لتفهمي. . . كنت في الثانية عشرة من عمري حياتي. . . في الثانية عشرة فقط وإنك لتذكرين ذلك جيداً أليس كذلك؟ ولقد كنت مدللة؛ كنت أعمل كل ما أريد عمله. . . أتذكرين جيداً كيف كانوا يدللونني؟ أصغي. . حينما جاء لأول مرة كان يحمل باقات نضيرة ونزل من فوق جواده أمام الدرج
ولكنه كان يحمل نبأ إلى والدي. . . إنك لتذكرين. . . أليس كذلك؟ لا تقولي شيئاً، أصغي. . . حينما رأيته. . . شعرت كأنني أسرت، فقد كان جميلاً، فاتن الجمال. . . وظللت واقفة في ناحية من الصالون طوال الوقت الذي كان يتكلم فيه
وزارنا مرات عدة، فكنت أحدق فيه، بكل عيني. . . من كل قلبي. . . فلقد كنت أكبر من سني!
وعاد بعد ذلك كثيراً. . . ولم أكن أفكر إلا فيه. . . وكنت أقول في صوت خافت:
هذي. . . هذي دي سامبير. . . وبعد فقد قيل إنه سيتزوج منك. . . فأصابني ألم. . .