وظللت ثلاث ليال متتاليات دون أن يزورني الكرى، وشرع يزورنا كل يوم، وبعد الظهر. . . بعد أن يتناول طبعاً الغداء. . . إنك لتذكرين. . . أليس كذلك؟ لا تقولي شيئاً. . . أصغي. . . كنت تعدين له (الفطير) الذي كان يحبه كثيراً من الدقيق. . . أواه. . . إنني لأعرف تماماً، كيف كنت تقومين بذلك!
وبعد أن كان يرشف قدحاً من الخمر. . . يقول: كم هو شهي! وإنك لتذكرين كيف كان يقول ذلك. . . لقد غدوت حقودة. . . حقودة. . . وكان يوم زواجكما. . . يقترب حتى لم يبق عليه إلا خمسة عشر يوماً. . . غدوت مجنونة. . . فكنت أقول فيما بيني وبين نفسي
سوف لا يتزوج من سوزان. . . كلا، لا أريد ذلك. . . إنه سيتزوج مني حينما أكبر. إنني لم أجد أبداً من أحبه هذا الحب. . . ولكن. . . ذات مساء قبل عقد زواجكما بعشر أيام كنت تسيرين معه. . . في ضوء القمر. . . هناك تحت شجرة السرو. . . شجرة السرو السامقة. . . ضمك. . . ضمك. . . بين ذراعيه طويلاً. . . إنك لتذكرين. . . أليس كذلك؟. . . وكان ذلك محتملاً أول مرة. . .
لأنني رأيتك شاحبة الوجه حينما عدت إلى الصالون. . . ولقد استطعت أن أرى كل شيء، ذلك لأنني كنت واقفة هناك على الرصيف، فتملكني الغضب. . . حتى لو كان في استطاعتي آنئذ أن أقتلكما. . . لما ترددت في ذلك. قلت فيما بيني وبين نفسي: سوف لا يتزوج من سوزان أبداً، ولا من أية فتاة أخرى. . . غدوت تعسة. . . وفجأة وجدتني أندفع في طريق الحقد. . . الحقد المروع!
أتعلمين ما الذي فعلته إذن؟. . . أصغي. كنت رأيت البستاني يعد كرات صغيرة ليقتل بها الكلاب الضالة. . . فكان يسحق الزجاج بحجر. . . ثم يضع الزجاج المسحوق في كرة صغيرة من اللحم. . . أخذت من غرفة والدتي زجاجة صغيرة من زجاجات الدواء وجعلت أحطمها
وأخفيت الزجاج في جيبي وهو لا يعدو أن يكون مسحوقاً لامعاً. . . وفي اليوم التالي. . . عند ما قمت كعادتك بعمل (الكعك)، شققتها بسكين ودسست الزجاج فيها. . . وأكل هنري