للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وظلت الكلمات الأعجمية سادرة في غُلَوائها، مُرخية من عنائها، تسرح وتمرح في جنبات امتنا، وأجواء صحافتنا، وفي أحاديث الراديو التي يُذيعها بصوته الجهوري وسحره العبقري.

ما لنا ولهذه الكلمات وفي موقف مجمعنا منها، ولنُقبل بشراشر قلبنا على موقف جديد للمجمع يرفع شأنه، ويضاعف عمله، ويوسع نطاق رسالته

ذلك ما يكون حينما يتحقق المشروع الأعظم أعني مشروع اتحاد الممالك العربية الذي يعمل له، ويتقرب إلى الله به جلالة الملك الصالح فاروق الأول، وينفَّذُ إرادته فيه عضد دولته رفعة النحاس باشا

تعلمون أيها السادة أن وحدة أمة من الأمم لا تتحقق ما لم يتحقق استقلال لغتها. قال بعض فضلاء الكتاب المصريين: (يجب أن نفكر في توحيد اللغة قبل أن نفكر في توحيد الأقاليم، ونجتهد في أن يكون للعرب كافة لغة واحدة يتلاقون عندها، كما يتلاقون في جبل عرفات)

ولا يخفى أن الغرض الأول من مجمع فؤاد الأول إنما هو وحدة اللغة العربية وسلامتها. فمن وظائف المجمع إذن مشاركة العاملين من طريق غير مباشر في تحقيق أمر الوحدة العربية الشاملة التي يضطلع بأعبائها جلالة المليك المحبوب

إذا تحقق اتحاد الأقاليم العربية كان المجمع لهذه الأقاليم كلها لا لمصر وحدها، وكان عليه أن يتصل بها اتصالاً يشمل اللغة من جميع نواحيها: فيدرس لغاتها، ويعمل المقارنة بين لهجاتها، ويستفيد من مزاياها وخصائصها، ويرسل إليها من مطبوعاته ما يساعد على توحيد تلك اللغات واللهجات أو التقريب بينها على الأقل

لا جرم أن المشروع الفاروقي، سيخلق للمجمع الفؤادي وظيفة جديدة وعملاً مستأنفاً

وفي جزيرة العرب مجال واسع للعمل: من ذلك مثلاً بعثة إلى نجد، وأخرى إلى الحجاز، وثالثة إلى اليمن، وهلم جرا.

نحن في ذلك اليوم السعيد، وإذا رئيس مجمعنا المصري يعلن أنه تلقى من رئيس بعثة اليمن تقريراً قال فيه: إن البعثة زارت جبل (عكاد) فرأت أهله كما وصفهم به ياقوت والفيروز ابادي والزبيدي:

قال القاموس وشارحه الزبيدي: (عكاد كسحاب جبل باليمن قرب زبيد أهله باقون على

<<  <  ج:
ص:  >  >>