للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من تلفيق كتب الأسمار التي لا يطلعون عليها

ومع هذا لم تقتصر الإشارة إلى تلك القصة على رواية واحدة ولا على كتاب واحد من كتب السير والأدب والتاريخ (المحترمة)

فأخرج أبو نعيم في الدلائل والخطيب وابن عساكر فيما روى السيوطي في شرح شواهد مغنى اللبيب، قال رواية عن السيدة عائشة:

(. . . كنت قاعدة أغزل والنبي صلى الله عليه وسلم يخصف نعله فجعل جبينه يعرق وجعل عرقه يتولد نوراً فبهت، فقال ما لك بهت؟ قلت جعل جبينك يعرق، وجعل عرقك يتولد نوراً؛ ولو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره، حيث يقول:

ومبرّأ من كل غبّر حيضة ... وفساد مرضعة وداءِ مُغْيل

وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ... برقت بروق العارض المتهلل

فهذه رواية في كتب محترمة تذكر التمثيل بالشعر في وصف شمائل النبي، وتذكر مناسبة التمثيل ويختلف فيها ناظم البيتين، ولم يقل أحد أن أبا نعيم والخطيب وابن عساكر ومحمد بن قاسم حبوس من أصحاب السمر الذين لا يذكرون مع كتاب التاريخ والسير، ويضاف إليهم السيوطي صاحب التفسيرات والأمالي في النحو والعربية؛ فأين جماعتنا إذن من الكتب المحترمة والاحترام؟

ويذهب بنا القول في أدلة العقل والنقل حول كتابنا (الصديقة بنت الصديق) إلى مناقشة الأستاذ الصعيدي مرة أخرى فيما اعتمدناه من النقل المتواتر الذي لا يناقض العقل على ما تراه

فالعقل لا يمنع أن تراجع السيدة عائشة محمداً صلى الله عليه وسلم في أمر من الأمور، ولا يمنع أن تخالفه في ضرب من الشعور، ولا سيما شعور الغيرة التي بلغت أشدها بعد مولد إبراهيم من مارية القبطية

ومن المحقق بالمناسبات القرآنية أن النبي عليه السلام هجر نساءه شهراً لأنهن راجعنه وألححن في مراجعته في شؤون النفقة، وفيما بينهن من التغاير والتناظر الذي تعددت أسبابه ومناسباته

ومن المتواتر في الروايات الموثوق بها أن عائشة كانت تراجع النبي لأنه كان يكرم ذكرى

<<  <  ج:
ص:  >  >>