وليس معنى هذا أنه يمتنع التجوز في هذا اللفظ على الإطلاق وإنما ندعى هنا - كما أسلفنا - انعدام التقارب بين الإخفاق والضعف - على الوجه الذي قرره الأستاذ - ومن ثم ننكر (أن يحمل أحدهما قصد الآخر)
ثم نحا الأستاذ في جفاعه منحى آخر فقال:
على أنني حين استعملت كلمة (الفشل) لم أكد أخرج بها عما اصطلح عليه الأولون؛ فقلت:(يحاول الغلبة من حيث فشل) ولو جعلت (الفشل) هنا بمعنى ضعف، لكانت مقابلة للغلبة أحسن مقابلة)
ثم ساق عباراته الثلاث الباقية التي استعمل فيها كلمة (الفشل) وأولها على هذا النحو
ولكنا إن أسغنا فهم (الفشل) في هذه العبارة بمعنى الضعف، فكيف يمكن أن نسيغه في قوله:(ولا طائل في البحث عن علة هذا الخذلان الصريح، أكان هو الطمع في الملك بعد فشل على، أم النقمة على الأشتر)
أو في قوله:
(منى بالفشل، لأنه عمل بغير ما أشار به أصحابه الدهاة)
أو في قوله:
(ولكنها خطة سلبية لا يمتحن بها رأي ولا عمل، ولا ترتبط بها تجربة ولا فشل)
أترك هذا لحكم القراء ولذوقهم
هذا ما عناني من مقال الأستاذ الجليل، علقت عليه بما عن لذهني الكيل
وبعد فليس من التزمت في شئ أن نحارب أوضاعاً واستعمالات ليست من صميم اللغة الصحيحة، ولا هي مما يخرج تخريجاً مجازياً مقبولاً
وليس من التزمت في شئ أن نعمل على أن نفهم لغة الفصحاء وكلام الله تعالى على الوجه الصحيح.
(ا. ع)
١ - هل عرفنا المؤلف
كان العلامة الأمير شكيب أرسلان نشر كتاب (محاسن المساعي في مناقب الإمام أبي