لقد ظهرت (سميحة) بأنها فتاة تعبث ولكنها لا تزل؛ وهذه خدعة من الكاتب، إذا لو هوت وزلت لارتدعت فتيات كثيرات ممن سيقرأن هذا الكتاب حفاظاً على شرفهن. وهب أن فتاة ما نجت بفضل مهارتها وإرادتها، أو بفضل ظروفها إذ لم تقع بين يدي ذئب مستهتر من ذئاب البشرية، فهل هناك ما يكفل لكل فتاة تنهج هذا النهج ذياك المصير؟
إننا لا نكتب لمصر فحسب، بل نكتب للشرق العربي كله، وليس هذا النوع - ونحن في فجر نهضتنا السياسية والاجتماعية - مما يجدر بنا أن نذيعه، فضلاً عن أنه يصور بيئتنا بصورة غير حقيقية لا تمثل إلا شرذمة انفلتت من تقاليدنا الإسلامية، ومسخت مسخاً غريباً فتنكرت لنا، وتنكرنا لها
كم نسبة المتعلمات في مصر - على فرض أنهن جميعاً من هذا الطراز لا قدر الله -؟ شئ ضئيل لا يكاد يذكر مع مجموع سكانها. فهل من الإنصاف أن نتحدث عن الفتاة المصرية بمثل هذا؟
لست ممن يحاربون تعليم الفتاة، لأني أومن بأن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، وأن الأم المتعلمة خير من الجاهلة؛ ولكني أريد تعليماً نغرس الفضائل في النفوس الغضة، تعليماً يجعل منها زوجاً صالحة، وأما تنشئ جيلاً قوياً فتياً معداً لمستقبلنا الذي يفرض علية تبعات كبيرة
إني أومن كذلك برسالة مصر الأدبية، ولكن إذا كان في مجتمعنا ما يزري، فهلا سترناه عملاً بالحكمة المشهورة:(إذا بليتم فاستتروا)! إني أعلم أن مصر قدوة تحتذي في البلاد العربية، فلم لا تكون القدوة حسنة تجاري الطبيعة العربية والفضائل الدينية؟!
حزب النسائي
أما سمعت بأن النساء يؤلفن حزباً في مصر - إذ لا ينقصنا غيره - وأن من أعراض هذا الحزب المطالبة بما يسمونه حقوق المرأة في الانتخاب، وأن بعضهن يطلب تغيير الشريعة الإسلامية في الطلاق، إذ لم يحسن الرجل استعماله فلتجرب المرأة، وفي الميراث، فتتساوى النساء والرجال. . . إلى آخر ما هنالك مما أذاعته بعض المجلات عندنا
ليست هذه الأمور مما يجمل بنا التقاضي عنها وإهمال مناقشتها، فإن كانت فاسدة وجب محاربتها، وإلا تركناها تأخذ مجراها الطبيعي. أما المطالبة بما يسمونه حق المرأة في