وكانت نيته أن يزعزع هيبة الإسلام في الشرق، فلم يكن بد لأمير المؤمنين المعتصم بالله من تأديب تيوفيلس بإحراق مدينته التي أعجزت المحاربين من أكابر الملوك
والإنسان الجديد يتمثل في نابليون يوم دخل موسكو، فقد راعه أن يحرقها الروس بأعنف النيران، وكان يتمنى أن تعيش بعافية، ليبلغ من تحضيرها ما يريد، وإن كان فاته أن يفهم أن بداوة الاستقلال، أفضل من حضارة الاحتلال
والإنسان الجديد يتمثل في حكومة فرنسا يوم رأت أنها ستنهزم في هذه الحرب، فقد طلبت إعفاء باريس من القتال، لتسلم باريس وهي عصارة أجيال وأجيال
متاعبنا الجديدة
الحرب عندنا ليست بحرب، ألم أقل لكم إنها عملية حسابية في نظر الجيل الجديد؟
والتاريخ ليس عندنا بتاريخ، وما أضيع من يعيش في ضيافة التاريخ!
متاعبنا الجديدة هي أن نعرف سرائر نفوسنا معرفة لا يفسدها التزييف
يجب أن نفهم ماذا نريد من الحياة، وماذا تريد منا الحياة
فإن حددنا الجواب عن هذين السؤالين فسنمضي إلى الغاية المنشودة بلا إبطاء
ندخل حدائق الحيوان بالقاهرة أو بأي مدينة فنرى جميع أصناف الحيوان في أمان من الانحراف، لأنها بعيدة من جهالة الناس، ففي الناس أعور وأعمى وأكمه وأبرص، والحيوان لا يعاني هذه العاهات، لأن خلو حياته من التعقيد يضمن لها السلامة والبقاء.
تكريم الدكتور طه حسين
قلت مرة: إن الأدب الحديث يحتاج إلى مؤرخ مثل أبي الفرج الأصبهاني، ففي حيوات أدباء هذا العصر أشياء تستحق التسجيل، وإن بدت من توافه الأشياء
وأنا سأحاكي أبا الفرج في منهاجه الأدبي فأقص قصة يرتاح لها القراء، لأنهم سيقرأونها مبتسمين، والابتسام يفوق جميع الأثمان:
نشرت في جريدة المصري كلمة أدعو بها إلى تكريم الدكتور طه حسين، بمناسبة ظهور الجزء الثالث من كتابه (على هامش السيرة)، وأنا موقن بأن الناس سيقولون:(لأمرٍ ما دعا زكي مبارك إلى تكريم طه حسين)