بالضرائب الفادحة. وفي سنة ٦٥٢هـ جهز جيشاً كبيراً عليهم وأعمل السيف فيهم ونبش قبر الشيخ (عدي الكبير) وأحرق عظامه. فأضعف أمر هذه الفرقة. ولا ننسى أن الملك (بدر الدين لؤلؤ) كان يميل إلى العلويين كثيراً، وأنه بنى الأضرحة والمراقد العديدة في الموصل لأبناء (الإمام علي) ولا تزال هذه الأماكن شاهدة على ما نقول
هذا هو تطور هذه الفئة من حزب سياسي معاد لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى طريقة صوفية عدوية خالصة لله، إلى فرقة مغالية في حب (يزيد وعدي)
الدور الرابع
خروجهم عن الإسلام
وفي القرن الثامن الهجري بدأ انحراف هذه الفرقة يزداد عن الإسلام، ودخل التجسم في اعتقادهم. ولا سيما أن رؤساءهم الدينيين حرموا القراءة والكتابة عليهم فأوقعوهم في ظلمات الجهل، وسخروهم لمصالحهم، وقادوهم حيث أرادوا. ودخل عقائدهم عقائد يهودية ومسيحية ووثنيه وصابئية وخارجية. وكانوا يسترون عقائدهم الزائغة عن الإسلام بكتمانها وعدم إباحتها. وصاروا بذلك فرقة باطنية خارجة عن الإسلام بكتمانها وعدم اباحتها. وصاروا بذلك فرقة باطنية خارجة عن الإسلام. ولا ندري متى تم هذا الانفصال؛ ولكن بعض النصوص تصرح بأن يزيدية (جبل مقلوب) بقوا محافظين على إسلامهم حتى القرن الحادي عشر الهجري، وهم على المذهب الشافعي كبقية الأكراد، ولا يشوب عقيدتهم إلا بغض (آل البيت) والتطاول عليهم. ولهذا فإننا نرجح أن انفصال اليزيدية عن الإسلام تم في العصور المتأخرة أي بعد القرن الحادي عشر الهجري
عقائدهم
تكفيرهم بقية الأديان
يعتقدون أن الأمم الباقية من مسيحيين ويهود ومسلمين على ضلال. ويجب على (اليزيدية) أن يجتنبوهم لأن إلههم (طاووس ملك) لا يحبهم كما يحب اليزيدية. وعليهم أن يكتموا أمر دينهم، وكتبهم المقدسة عنهم، كما يحذرهم من قراءة كتب هذه الملل لأنها مبدلة. جاء في كتابهم (الجلوة) (لا تقبلوا كتب الأجانب من اليهود والنصارى والإسلام لأنهم غيروها،