الفصحاء شعراً أو نثراً يذكر فيه (النقد) بمعنى المال نفسه)
فنحن ندلي بالنصوص التي حضرتنا مؤيدة لهذا المعنى
يقول الزمخشري:(نقد جيد ونقود جياد)، وابن قتيبة الدنيوري يحدثنا في أخباره العيون فيقول: قال إعرابي:
وفي السوق حاجات وفي النقد قلة ... وليس يُقضى الحاج غير الدراهم
ويقول: قال دليم:
الله لَقَّي من عرابة بيعة ... على حين كان النقد يعسر عاجله
ويقول الحريري في مقامته التاسعة والعشرين (الواسطية): (فقد وليت العقد، وأكفلت النقد). قال شارح المقامات أبو العباس أحمد القيسي الشريشي:(النقد هو المال الحاضر)
وقد أستعمل هذا المبنى لذلك المعنى المؤرخان الجليلان أبو الحسن المسعودي وابن خلدون.
هذا ما حضرني - والذهن كليل - من تراث العرب، وهو صريح في جواز استعمال كلمة (النقد) بمعنى المال كما هو معروف اليوم
سعد محمد حسن
إلى الأستاذ الكبير أحمد حافظ عوض بك
سيدي الأستاذ
سلام عليك في عزلتك بعدما ملأت الأسماع لطفاً وظرفاً؛ وبعد: فقد حدثني الأستاذ الجليل إسعاف النشاشيبي عنك حديثاً يوزن وزناً. وقد جر إلى الحديث عنك رأيك الذي أبديته في الشعر الحديث، ونظمك لي مع أستاذنا الكبير خليل مطران في سلك واحد. ولقد شاء فضلك ومحلك في الأدب أن ترى في شعري رأياً أعده كثيراً على جهدي وإسرافاً في مثلي. ولكنك رضيت فارتأيت! ولولا أن أستاذنا الجليل النشاشيبي عاد إلى فلسطين بعد أن كان تسليمه علينا وداعاً، ومقامه بيننا غمضة عين، وخفقة قلب، وحسوة طير؛ لولا ذلك لزرتك في صحبته، وسعيت إليك في بطانته.
ولكنني ألقاك على صفحات (الرسالة) الغراء؛ فرأيك فيها وفي صاحبها مما يسر أن نذيع به. فأجعلها اليوم رسولي إليك، لشكرك والتسليم عليك. والسلام