الأستاذ (دريني خشبة) رائد لهذا الجيل، في جميع فنون الأدب بلا استثناء، ومن ذلك فن الشعر بلا مراء!
وهو يحمل المشعل لشعراء الشباب؛ فآناً يجندهم تجنيداً للتمثيلية الشعرية، وآناً ينافح عنهم منافحة الراعي الذي يشملهم بالعطف والحماية، إذا عنّ لأحد من الشيوخ أن يهاجمهم، كالأستاذ (ا. ع)
ولأن الأستاذ رائد من رواد الجيل، ولأنه راع للشباب بوجه خاص، فإن عطفه يتسع ويتسع حتى ليشمل الكثيرين، فيسلكهم في عداد الشعراء
والحمد لله والمنة على أنني كنت في مرتين أو أكثر ممن وسعهم عطف الأستاذ الذي وسع كل شيء. . . حتى لقد وسع شعراء بحكم الوظيفة، وشعراء بحكم الأقدمية، وشعراء بحكم النظم، وشعراء بحكم محاولة النظم، وشعراء بحكم برقشة النظم؛ وسلك هذه الكثرة الكثيرة مع تلك القلة القليلة التي تستحق لقب الشعراء. وهذا عطف سابغ ولا شك. ولكن ما رأي الأستاذ المفضال، لو رجوته في ألا يشملني بعطفه الوسيع؟ ولو أنهيت إليه كذلك أن بعض من حشدهم في كلمته يرجونه مثل هذا الرجاء في خاصة أنفسهم. . . مع خالص الشكر، وموفور التحية
سيد قطب
فلم رصاصة في (القلب)
طغى على الأفلام المصرية - وهي في طور النشأة - نوع من الفن الغليظ يعمد إلى استدرار الدموع بتلفيق الحوادث المروعة، وافتعال المواقف المثيرة، أو إلى إثارة الضحك بالحركات المبتذلة والنكات المكشوفة. وكان هذا الأسى العنيف، أو هذا اللهو السخيف، طبيعياً أول الأمر لعجز الكتاب والممثلين والمخرجين عن إدراك الفن الصحيح، فكانوا يتوخون التأثير من جوانبه السهلة وطرقه القريبة، كتمثيل ما يؤثر بطبيعته من نكبات الفاقة