ومن يعتقد أننا نكبو لنقال من عثرتنا، وتنام لنستيقظ)
إن الإنسان يخلق نفسه بنفسه، فإذا اعتقد أن الحياة شقاء وتعس فهي كذلك؛ والفقير يعزى نفسه بالجنة، والغني ربما اعتقد أن الله ساخط عليه فنغص ذلك عيشه. ويقول الدكتور جونسون:(إن نظرتك إلى الجانب المشرق من الحياة تساوي ألف جنيه في العام)
إننا لا نجيد عمل شيء نرغم عليه، بل نتقن ما تحفزنا إليه الرغبة والشوق والحب، وما دمنا نعتقد أننا دفعنا إلى هذه الحياة دفعاً لا حيلة لنا فيه، وأنها فرضت علينا فرضاً ونحن لها كارهون، وأننا نسير فيها على الرغم منا فلن نكون أبداً سعداء في الحياة، ولن يصيبنا منها إلا الخيبة والإخفاق والشر
إذا اعتقد الإنسان أن الحياة مغامرة تتطلب العزم الثابت، والإرادة الصارمة، والرأي الحصيف، والثقة الحافزة - دع جانباً جمال الأرض الطبعي، وما تفيض علينا به الأسرة والأصدقاء من سعادة - نجح الإنسان في فن الحياة وجنى أحلى ثمارها.
أما النكس الرعديد الذي يفرق منها، ويعتصم بالاستكانة والخنوع فلن ينال إلا فتاتها.
أرى كلنا يبغي الحياة لنفسه ... حريصاً عليها مستهاماً بها صبّا
فحب الجبان النفس أوردة التقى ... وحب الشجاع النفس أورده الحربا
إن واجبنا نحو أنفسنا ونحو غيرنا أن نكون متفائلين. إنك إذا طردت الوساوس والأوهام، واقتحمت طريقك في الحياة متذرعاً بالحب، والشجاعة والإيمان سائراً وفق قانون الطبيعة السمح، جليت لنفسك السعادة. وإذا أفضت من بشر نفسك وتفاؤلك على غيرك كنت ملاك الرحمة. يقول سدني يشعر بعض الناس بالسعادة لأنه ذاقها مرة، فإذا استطعت أن تجعل من حولك سعداء اليوم فسيشعرون بالسعادة عشرين عاماً، إذ تغذيهم بها الذكرى الطيبة). فعلى المتفائلين ألا يضنوا بالبشر والمرح الذي تفيض به نفوسهم على من يتصل بهم. ويقول: إن فرح الإنسان لا يكمل إلا إذا شاركه فيه سواه
لقد أصبح التفاؤل نظرية فلسفية خلاصتها:(اعتقاد أن الحياة خير، ومن الممكن جعلها أحسن مما كانت، وأن طريق ذلك هو الإيمان والأمل والحب). أما المتشائم فيعتقد أن العالم