ولكن هؤلاء الذين يعتقدون أن شيكسبير حاول أن يلمح إلى أنه بيكون نفسه تجابههم هذا الحقيقة: لماذا كان بيكون، وهو ذو الشخصية القوية الممتازة في البلاط، والقاضي الفاضل رفيع الشأن والفيلسوف العظيم، يحاول، أو يرغب في إخفاء حقيقة شخصيته، ويمنح الخلود لممثل وضيع مجهول اسمه شيكسبير؟
هذه المسألة المعقولة تهلهل ما نسجه هؤلاء الذين يقولون أن شيكسبير هو بيكون. فقد كان من السهل على بيكون أن يكشف عن نفسه كمؤلف لتلك المسرحيات وهو ما تقدم من تلك المكانة الأدبية، لو لم يكن في المسألة سر أعظم من هذا وأمر أشد خطراً. . . يبدو لنا من النقطة التالية. . .
٣ - هل كان الملك وكيل الملكة؟
وهذا الرأي المعقول يؤيد وجهة نظر مورجان تأييداً قوياً. فهو يعتقد أن فرنيس بيكون كان أكثر من كاتب متحجب. لقد كان شخصية متحجبة أيضاً؛ فهو شخص فر من الجلوس على عرش خطير، محاط بالدسائس والمؤمرات، إذ لم يجرؤ على الكشف عن شخصيته الحقيقية خوفاً من (نصف أخته) القوية، إليزابث، التي نصبت على عرش إنجلترا عام ١٥٥٨، حتى لا تقتله
ويعتقد مورجان أن اليزابث عرفت أن وكيلها في الملك، فرنسيس بيكون، كان ابن والدها نفسه، هنري الثامن، من زوجته الثانية جين سيمور، وإنه سيكون - تبعاً لذلك - خطراً شديداً على عرشها، إذا طالب به
ولكن، هل هناك سبب معقول يجعلنا نعتقد أن هذا الغلام، صار قادراً فيما بعد من سنيه المتأخرة، على أن يكتب هذه الأعمال التي نحلها وليم شيكسبير؟
بالتأكيد هناك سبب معقول!
كان هذا الملك، وهو طفل صغير، مشهوراً في البلاط أنه طفل عجيب معجز، مفرط في الذكاء والقوة العقلية، حتى سموه سليمان الثاني!
فقد كان وهو في السابعة من عمره، شاعراً ورساماً، وقد حذق اللغة اللاتينية حذقاً تاماً. . .
ولما بلغ الثالثة عشرة من عمره كان يترجم اللغة اللاتينية! ويحتمل بل يرجح، أنه اتفق مع (نصف أخته) أي أخته من أبيه، الملكة اليزابث، على أن يكتب أعماله الأخرى تحت اسم