والري، وزنجان، وقد عد شيوخه ألفا وثمانمائة، منهم نيف وثمانون امرأة
والخطيب التبريزي اللغوي الأديب. يقول فيه ابن خلكان:(وكان سبب توجهه إلى أبي العلاء المعري أنه حصلت له نسخة من كتاب التهذيب في اللغة تأليف أبي منصور الأزهر في عدة مجلات لطاف. وأراد تحقيق ما فيها وأخذها عن رجل عالم باللغة فدل على المعري. فجعل الكتاب في مخلاة وحملها على كتفه من تبريز إلى المعرة. ولم يكن له ما يستأجر به مركوباً فنفذ العرق من ظهره إليها فأثر فيها البلل. وهي ببعض الوقوف ببغداد، وإذا رآها من لا يعرف صورة الحال ظن أنها غريقة وليس بها سوى عرق الخطيب)
وأبو القاسم سليمان بن مطر اللخمي الطبراني الشامي المتوفى سنة ٣٦٠، رحل في طلب الحديث إلى العراق والحجاز واليمن ومصر والجزيرة الفراتية، ولبث في الرحلة ثلاثاً وثلاثين سنة وعدد شيوخه ألف
وتاج الإسلام أبو سعد التميمي السمعاني نقل ابن خلكان أنه وصل في طلب الحديث إلى شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها وسافر إلى ما وراء النهر وخرسان عدة دفعات، وإلى قومس والري وأصبهان وهمدان وبلاد الجبال والعراق والحجاز والموصل والجزيرة والشام وغيرها. . . وكان عدة شيوخه تزيد على أربعة آلاف شيخ
وانظر هذا المثل في الحرص على العلم إلى النفس الأخير. روى ياقوت عن بعض العلماء قال: دخلت على أبي الريحان البيروني وهو يجود بنفسه قد حشرج نفسه، وضاق به صدره، فقال لي في تلك الحال: كيف قلت لي يوماً مسألة كذا وكذا؟ فقلت له إشفاقاً عليه: أفي هذه الحالة؟ قال لي يا هذا أودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرا من أن أخليها وأنا جاهل بها
غير العلماء الذين رحلوا لرؤية البلاد والأمم ووصفها عن عيان، كالمسعودي الذي رحل إلى بلاد الفرس والهند وأطراف الصين وبلاد السودان وزنجبار، فضلا عن البلاد العربية وقال:
نطوف آفاق البلاد فتارة ... إلى شرقها الأقصى وطورا إلى الغرب
وغير الراحلين المعروفين كابن جبير وابن بطوطة وابن سعيد
ولم يكونوا في هذا الجمع كحاطب ليل بل كانت سنتهم في أخذ العلم التثبت والإسناد.