الطبيعة، ولكنه يبقى في منتصف الطريق بين هذا المدى، والمدى الذي يبلغه الشعر العالمي عند بعض الأمم في الاتصال بالطبيعة اتصال الفرد بالأسرة والخلية بالجسم الحي، والذرة الصغيرة بالكيان الكبير
فها هي ذي الشاعرة الإنجليزية المعاصرة (روث بتر)، تقول في مجموعة العرائس والشياطين، للموت:
لا تناديني والصيف مشرق أيها الموت!
إنني في الصيف لن أجيب النداء
حين يوسوس العشب ويتمايل بأعطافه
لا ترفع إلى صوتك بالنداء من تلك الظلال السفلى
(حين يحن الصفصاف ويترقرق الماء
حين يتوانى الجدول وينعس الهواء
حين يتموج اللبلاب على الأسوار
لا تنادني. قلت لك لا تنادني أيها الموت في ذلك الأوان
إنك عبثاً تنادي وترفع الصوت بالنداء
ففي إبان الأزاهير النامية لن أصغي إليك)
(لكنني سأصغي إليك حين يتجرد كل حال وحالية
ومرحباً بدعائك حين ينتثر الورق من الشجر على ثراه
حين يسمع للسفوح فحيح في العاصف المهتاج
حين يشم الرعاة من الشرق رائحة الثلوج
حين يهجر الحقل للريح تتولى حصاده
حين يصبح الإعصار حطاب الوادي الذي يطيح بأعواده
حين يصبح البَرَد بذرة الأرض التي تنثرها السماء
حين ننفر من كل شيء ولا نتوق إلى شيء
ناد يومئذ يا موت ولك الإصغاء والترحاب
فيومئذ أسمع وأنهض وأمضي!)