والبرء في نضو الجَوى الموجع)، رامي الذي لا يزال يحن إلى إلفه القديم فيقول:
أودعتها الشكوى فما رق لي ... من راح بالقلب ولم يرجع
ولو تغنّيتِ بها عنده ... عاد إلى الود ولم يقطع
أما الحالة الثالثة، فرامي الذي أخذ يتسلى عن هواه القديم، حيث يقول:
أنمتِ حزن فؤادي ... بصوتك المحبوب
وكنتِ مألف حسي ... وظل روحي الغريب
وآنس اليوم قلبي ... نُجيّه في القلوب
حتى غنيت بنجوا ... ك عن هوى وحبيب
وذلك اعتراف صريح من رامي بأن قلبه قد آنس اليوم نجيّه في القلوب، حتى غَنِيَ بنجواه عن كل هوى وكل حبيب
أما تاريخ قلب رامي بعد هذه الأطوار الثلاثة من أطوار حبه فليس من شأننا، ونستطيع أن نقول إنه أصبح قلباً شديد الصلة بأذنيه. . . أي من هذه القلوب التي تعشق بالأذن قبل أن تعشق بالعين أحياناً وإن تك عين رامي من أعشق عيون الشعراء الذين عرفناهم أجمعين. ونستطيع أيضاً أن نلفت النظر إلى حب جديد شب في قلب رامي فجأة، وجعله لأول مرة في حياته يذكر الشك ويردده كثيراً في أشعاره الجديدة وفي أغانيه المصرية البارعة الرائعة:
تقول أسأت الظن بي فكأنما ... تخال محباً لا تسوء ظنونه
وهل قر قلب في هواه ولو غدا ... يساجله فرط الحنان خدينه
إذا لم يكن في الحب شك وحيرة ... فمن أين يحلو للمحب يقينهُ؟
ومن قصيدته (بين الشك واليقين):
قد أحاطت بك العيون فما أس ... طيع ألقي مكان عيني منك
وجرت حولك الأحاديث حتى ... كدت أنسى الذي أحدِّث عنك
وأطافت بك القلوب وقلبي ... ضاع في غَمْرها ولما يُضعك
خبريني أي القلوب تناجي ... ن فقد همت في غيابة شك
ومن قصيدته (كذب الظنون) التي مطلعها: