الكشف، وكتاب سرائر النطقاء، وكتاب أسرار النطقاء، وهما يختلفان عن تأويل المؤيد في مجالسه. وهم جميعاً يختلفون عن تأويل دعاة اليمن، وهذا عجيب من قوم يدعون أن التأويل من عند الله سبحانه وتعالى!
كان المؤيد يبدأ مجالسه بمقدمة يحمد فيها الله ويثني بالصلاة على النبي وعلى وصيه، ثم يخاطب السامعين بقوله:(معشر المؤمنين). . . معلوم أن. . . كما كان يختم كل مجلس بالدعاء لسامعيه، ثم يعقبها بحمد الله والصلاة على النبي والوصي والأئمة. وكان إذا أراد التحدث عن نفسه في مجالسه يقول: وقع في أيدي أحد دعاتنا. . . أو (سئل العالم)(قال العالم)، لأنه كان يستر نفسه موهماً جمهور المستمعين أن هذه المجالس إنما هي صادرة عن الإمام نفسه
وهاكم نص المجلس الثاني من المجالس المؤيدية في موضوع الشرع والعقل بعد حذف المقدمة لطولها (معلوم أن المسلمين يشهدون بنبوة موسى وعيسى عليهما السلام ضرورة من حيث أن القرآن الكريم مشحون بذكرهما وقصصهما. وهم (المسلمون) خصوم أمتيهما اللتين هما اليهود والنصارى، وشهادة الخصم لا يحتاج إلى بينة، وهم ينكرون النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بينة للمسلمين غير القرآن الذي لا يقبلونه ويقولون ما هو بلغتنا ولا يلزمنا فيه حكم إعجاز، والأخبار التي يأثرونها في إعجاز النبي (ص) هم يردونها ولا يقبلونها. فكيف الحيلة في إثبات نبوته عليهم، من حيث لا يستطيعون ردها!
المناظر من المسلمين إذا ناظرهم قال إن كان موسى الذي دل عليه نبينا (ص) ونطق به القرآن الذي هو كتابه؛ فقد لزمتكم نبوة صاحبنا كما لزمتنا نبوة صاحبكم، وإلا لم نعرف صاحبكم كما لا تعرفون صاحبنا. وعنده أنه دقق بالمناظرة وأحسن وجّود، ولم يعلم أنه قابل كفراً بكفر؛ فكان كما قال الله تعالى:(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) وإنما الطريق عليهم أن يسألوا عن برهان سبقهم وأحدهم وأضاع دينهم من حيث العقل فيوافقوا على كون اليهودية والنصرانية عندهم لفظاً بلا معنى وأن معاني ذلك محصورة في دين الإسلام الذي أتى به محمد (ص) فيتعين على من طلب النجاة منهم؛ فلم يمل ميل الهوى الإيمان به وقول آخر: معلوم أن النبي (ص) مبعوث إلى الكافة كما قال الله تعالى (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً) وأن معجزة القرآن الذي هو كلام عربي يختص