النافرين كالحمر، الوحشية المذعورة من الأسد، والجمال الذي في الصورة المتحركة الطليقة
فللتعبير هنا ظلال حوله تزيد في مساحته النفسية، إذا صح هذا التعبير!
٢ - ومعنى عجز الآلهة التي كان العرب يعبدونها من دون الله، يمكن أن يؤدي في عدة تعبيرات ذهنية مجردة كأن يقال: إن ما تعبدون من دون الله لأعجز من خلق أحقر الأشياء. فيصل المعنى إلى الذهن مجرداً باهتاً
فيحيا هذا المعنى الساكن، ويتحرك في تلك الصور المتحركة المتعاقبة
أرأيت إلى تصوير الضعف المزري، وإلى التدرج في تصويره بما يثير في النفس السخرية اللاذعة والاحتقار المهين:
(لن يخلقوا ذباباً) وهذه درجة (ولو اجتمعوا له) وهذه أحرى (وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه) وهذه أنكى
ولكن أهذه مبالغة؟ وهل البلاغة فيها هي الغلو؟
كلا! فهذه حقيقة واقعة بسيطة. فهؤلاء الآلهة (لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له) والذباب صغير حقير، ولكن الإعجاز في خلقه هو الإعجاز في خلق الجمل والفيل. لأنها معجزة خلق الحياة، يستوي فيها الجسيم والضئيل، وليست المعجزة في صميمها هي خلق الهائل من الأحياء، وإنما هي خلق الذرة الحية المفردة
ولكن البراعة هنا هي في عرض هذه الحقيقة بصورة ترسم العجز عن بلوغ مسألة هينة في ظاهرها، والجمال هنا هو في تلك الظلال التي تلقيها خطوات الصورة من خلال التعبير
٣ - والتعبير الذهني المجرد عن هول يوم القيامة يمكن أن يكون نصوصاً كثيرة، كأن يقال (إنه لهول مفزع مروع مذهل. . .) فلا ترتسم في النفس صورته كما يرسمها التعبير القرآني المصور: