وكان من الحوافز التي زينت لنفوسنا هذه الفكرة التي ترمي إلى تقريب البيان العلائي، من أذهان الجمهور العربي في عصره العتيد أننا عنينا - من قبل - بترجمة طائفة من روائع كتاب الغرب وشعرائه، وكان لما نقلناه من أدب (شكسبير) حظ من الإقبال والتقدير، بعيد المدى عظيم التأثير، جدير بعبقرية هذا الشاعر العالمي الكبير
١٠ - ترجمة إنجليزية
ثم يسر الله لنا - من بعد - أن نتعاون مع الأديب الإنجليزي المسترج. براكنبري على إخراج ترجمة إنجليزية لرسالة الغفران مقتبسة من الطبعة الثالثة، وترجمة ثانية مقتبسة من (حديقة أبي العلاء)، وقد ظهرت الأولى؛ فلقيت من أدباء الغرب ومفكريه ما هي خليقة به من الإعجاب والإطراء. وسنتبعها الثانية بعد قريب.
١١ - در في أصدافه
وما أحق هذا، بأن يوحي إلينا أن يكون الأدب العلائي قريب الجني، عذب المنهل، لكل وارد عربي، يسمع بالمعري، ويعلم مكانته وعبقرية، ثم تحول الحوائل بينه وبين الاستمتاع بما ترك من روائع الفكر، وخوالد الأثر إذ ألف ذلك العربي أسلوبنا العصري، وتصعب عليه ما سواه من تليد البيان، وبوده أن تتفتح له الأصداف عن غوالي الدرر، تتكشف له الأقنعة عن واضح الغرر
١٢ - تجلية الغامض
وما أجدر رواد الأدب العربي عامة والأدب العلائي خاصة أن يطيلوا الروية والجلاد والمصابرة ليتسنى لهم الاهتداء إلى حل طلاسم التحريف التي عقدتها أنامل النساخ، وتجلية الغامض من العبارات، وتحقيق المشكل من المفردات، والتعليق على المعاني بما يؤيدها من شعر (أبي العلاء)، حتى يستعين القارئ بذلك كله على استطلاع وجود الرأي في أغراض ذلك المفكر العبقري، واختلاف الصور في شعره وضوحاً وغموضاً، وإجمالاً وتفصيلاً، ولكي يصبح ذلك كله باباً من أبواب البحث الأدبي، وهو لا ينفتح إلا بطول الاستقراء، واستحثاث الملاحظة، وإذكاء الفطنة.