يجب أن تعرف أني سأقهرك على المشي فوق الأشواك، وأني سأصل إلى إقناعك بما لم يقنعك به الأستاذ معروف الرصافي
أنت تهدد بالعودة من المصيف، لتجتاح خصومك
وأنا أهددك بما ادّخرت لعقلي وقلبي من هجير مصر الجديدة فتعال إلى مساجلتي يا أيها الصديق الغالي
وأساس المساجلة أن تترك التفكير في أن نظرية وحدة الوجود تجني على العقيدة الإسلامية
وأنا أعتذر بالنيابة عنك للأستاذ معروف الرصافي، وهو رجل أعفى نفسه في جميع أطوار حياته من الرياء، وسيكون له في تاريخ الشعر والرأي مكان
إنه رجل يعتذر عن الضعف بشيخوخته، فكيف تستطيل عليه بشبابيك؟
سأرى ما تجيب به يا صديقي بعد عودتك من المصيف، إن كان لي سبيل إلى الهرب من مصاولتك، وهي أني أستعد لشرح مسابقة الأدب العربي، فقد بدأتها في الرسالة منذ أعوام ومكانها في مجلة الرسالة وهو مكانها الأول، فإلى اللقاء بعد أسابيع.
زكي مبارك
من الأستاذ خليل مطران إلى الأستاذ عبد الرحمن صدقي
حضرة الأديب الكبير والصديق الكريم الأستاذ عبد الرحمن صدقي
كتبت لأبي نواس ترجمةً وافيةً من طراز جديد، بلغة لا تختلف إلا قليلاً، فُصَحُها في هذا العهد، عما كانت في أزهر عهودها. وقد آثرت لها الأسلوب القصصي البارع في الجانب الذي صّلُح منها لهذا الأسلوب، فبلغت بقوة الخيال وحسن السبك، مع مراعاة الحقيقة التاريخية غاية ما يبلغه الكاتب القصصي المجيد من التشويق. وكم كانت لك جولة متعمقة وموفقة في نواحي تلك النفس المنغمسة في الشهوات، الحائرة الرتابة، المؤمنة في النهاية، التي فعلت فيها البيئة الظرفية أفاعيلها على الولاء
وما من شك في أن ذلك الشاعر المطبوع - الذي لم يدرك ذروته شاعر في العرب بعذوبة اللفظ، وجلاء المعنى، وطرافة الفطن، وبداعة التصوير - قد ظل طوال أيامه، وعلى اختلاف الحوادث التي مرت، وعلى علاتها الجمة صادقاً مع نفسه كل الصدق فيما استقر