للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه رأيه الأدبي، أو الاجتماعي، أو معتقده الديني. ولذلك يستحق المعذرة لعبقريته، وإن تصرَّف في سيرته المتهتكة تصرفاً لا يحبه الناس من الرجل العظيم

فأشكر لك هديتك، وأثني عليك بما يحق لك. ولئن عاقني عن التوسع في متابعة دراستك الحلوة ضعفُ جسمي ووهى عزمي، لقد أوجزت لك بكلمة ما جرى به القلم على قدر

بارك الله فيك، ويسّر لك أن تزيد العالم العربي من ثمرات ألمعيتك.

المخلص

خليل مطران

حول الخوارزمي

حجزتنا أشاغيل طرآنية عن التعقيب على كلمة الأستاذ علي محمد حسن في حينها، ونحن إذ نحمد للكاتب يقظته في تتبع السقطات والعثرات في كل مقال أو قصيدة، نحب أن نطمئنه إلى أن (ظلم القرون) الذي تطوع بإزالته عن أبي بكر الخوارزمي، قد فطن إليه المتأخرون من نقدة الأدب العربي، ونحسب أن أحد المستشرقين وضع بحثاً علمياً في المناظرة بين البديع والخوارزمي، كما أن الدكتور عبد الوهاب عزام سلسل في (الرسالة) قبل سنين مقالات ماتعة أزال بها الوهم الذي علق بأذهان المتأدبين فيما يتصل بهذه المناظرة التي وصفها الخوارزمي نفسه بأنها (شعبذة)، وإذا لم تكن شعبذة فليست من الأدب في شيء

كذلك لم تغب عنا المراجع التي نقل عنها الأستاذ أسانيده في نصفة الخوارزمي، ومع احتفاظنا برأينا في أدب الرجلين لا نجزم بصحة المناظرة، ولا بجدّيتها إن صحت، وإنما جرنا إلى ذكرها في مقالنا الأول سياق الكلام لنثبت (رجعية) النظرة إلى الأديب من كلام الصاحب بن عباد الذي نسب إليه أيضاً قوله: (لو أدركت عيسى بن الهمذاني لأمرت بقطع يده) فلما سئل في ذلك قال: (لأنه جمع شذور اللغة فرفع عن المتأدبين عناء البحث) يعني بذلك كتاب (الألفاظ الكتابية) ومعنى هذا أن كل من وضع موسوعة أو صنّف معجماً استحق في دين (الصاحب) قطع يده. . . نسأل الله السلامة!

(الرمل)

<<  <  ج:
ص:  >  >>