للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النوعين. فالأول - وهو ما ورد على هيئة السجع وليس بسجع حقيقي - يتبع اللفظ فيه المعنى، لأنه إنما أتى باللفظ للتعبير عن ذلك المعنى المقصود بعد التثبت من إفادته التامة له. أما الثاني - وهو السجع الحقيقي - فيتبع المعنى فيه اللفظ الذي لم يؤت به بخصوصه لإفادة المعنى وإنما لغرض آخر هو تجنيس الكلام، أفاد المعنى المقصود بتمامه أو لم يفد. ومن ثم استهجن التزام السجع لأنه إنما يكون على حساب المعنى

هذا وتستطيع بعد الإيضاح المتقدم أن تتبين بأدنى تأمل ما في عبارتك التي أوردتها تصحيحاً لعبارة الباقلاني من مناقضة لحقيقة رأيه ومجانبة للصواب

وأعود فأكرر إعجابي بمجهودك الموفق في نقد كتاب النثر الفني.

إبراهيم زكي الدين بدوي

الأستاذ بدار العلوم العليا ببغداد سابقاً

حول (الحب عند المتنبي)

تساءل الأستاذ حسن الأمين: هل أحب المتنبي وهل أحس بلواعج الغرام؟

وأراد في جوابه أن يقول، إنه لم يحب، ولم يحس بلواعج الغرام، واستشهد بشيء من شعر المتنبي. وأريد أن أقول إن حب المتنبي يكاد يكون لغزاً مستعصياً على الحل. ولست الآن بصدد إثباته أو نفيه، غير أني أريد أن أستأذن الأستاذ حسن الأمين في ألا أوافقه في أن ما استشهد به من شعر المتنبي يؤدي إلى النتيجة التي وصل إليها. بل في بعض ما يدل على خلاف رأي الأستاذ. وهاكم البيان

١ - فهم الأستاذ من قول المتنبي:

تحملوا حملتكم كل ناحية ... فكل بين على (اليوم) مؤتمن

فهم أنه (لا التهديد بالرحيل، ولا الوعيد بالهجر استطاع أن يلين قلبه ويميل به إلى الهوى)

وكلمة اليوم في البيت التي وضعتها بين قوسين تدل بوضوح على أن المتنبي كان يحب، وأنه يريد بإصرار وقوة أن يتوب من هذا الحب. فيقول. انتهى عهد الحب واليوم أصبح مؤتمنا على لا يؤثر سقماً ولا هما

٢ - وإن قال المتنبي (محب كنى بالبيض الخ) إلا أن قوله

<<  <  ج:
ص:  >  >>