قلت للأخ العزيز الأستاذ دريني خشبة إني حاضر لمساجلته حول نظرية وحدة الوجود، على أن يكون أساس المساجلة أن نترك التفكير في أن هذه النظرية تجنى على العقيدة الإسلامية، فكيف كان رأيه في هذا الأساس؟
تفضل فقال:(هذا شرط عجيب، ولست أؤثر أن أقول إنه شرط خبيث!) ثم كرر هذه العبارة بعد سطور من مقاله الجميل!
وأقول إن من حقه أن يصف ذلك الأساس بما يريد، ما دام مخلصاً في الوصف، وهو في نظري من أهل الصدق والإخلاص
ولكني لا أقبل أبدا إخضاع الفلسفة للدين، لأن هذا يبعدها عن مراميها، ويصدها عن رياضة الفكر على التحليق في آفاق المجهول من سريرة الوجود
والخير للإسلام وأهله أن لا نزج به في جميع التيارات الفكرية، فهذا المسلك يبلبل الخواطر ولا يعود على العقيدة الإسلامية بأي نفع وإن ضرره لمحقق
وأقول أيضاً إني لا أجعل الإسلام في بالي عند كل فكرة يجول فيها عقلي، لأن هذا تعسف وتكلف، ولأنه صد للفكر عن الخوض في الحدود والفروض وهي المفتاح لمغاليق الثروة العقلية
والأستاذ دريني قال وكرر القول بأنه يريد لنفسه وللناس إيماناً بسيطاً، فأنا أرجوه أن يثبت على إيمانه البسيط، على شرط أن يسمح لرجل مثلي أن يختار الإيمان المعقد إلى أبعد حدود التعقد والاشتباك، وهو الإيمان بوحدة الوجود، وهو إيمان فلسفي لا أريد وصله بالعقيدة الإسلامية، لأني أكره الخلط بين الفلسفة والدين، ولأني أمقت مراءاة الناس
أما بعد؛ فهل تريد أن نتساجل على هذا الأساس الذي طاب لك وصفه بأنه أساس عجيب أو خبيث؟!
وفي انتظار جوابك أقدم إليك تحية الشوق وصادق الثناء