جرى فيه من الغلط، فسمى النسخة الجديدة التي صنفها (عبث الوليد) في عشرين كراسة؛ وكلفه عظيم من الرؤساء يلقب بمصطنع الدولة ويدعى كليب بن علي بمراجعة أحد دواوين الحماسة (واسمه الحماسة الرياشية) فألف في ذلك كتابه الرياش المصطنعي فسر فيه ما لم يفسره أبو رياش. وهو أربعون كراسة
١٤ - وكتاب الصاهل والشاحج، على لسان فرس وبغل ألفه لأبي شجاع فاتك، الملقب بعزيز الدولة، والى حلب من قبل المصريين
١٥ - وكتاب شرف السيف، وقد أورد ياقوت عن هذا الكتاب خبراً هاماً جداً، نقله عمن كان يستملي أبا العلاء من الطلاب، وذلك حيث يقول أنه عمله لرجل من دمشق يدعى نشتكين الدزبري، كان يوجه إلى أبي العلاء السلام ويحفى المسألة عنه؛ فأراد جزاءه على ما فعل. . . فلنذكر ذلك إلى حين
١٦ - وكتاب اللامع العزيزي في شرح شعر المتنبي، صنفه للأمير عزيز الدولة - وهو كتاب معجز أحمد كما ذكره الصفدي، في مائة وعشرين كراسة
١٧ - ثم عشرات من الكتب في النحو والعروض والألغاز وغرائب اللغة، ثم كتابه ديوان الرسائل، الطوال ودون الطوال، والقصار، وتتجلى في ذلك الكتاب عبقرية أبي العلاء وخياله الخصب وأصالته الأدبية، وحسبك أن تعلم أن رسالة الغفران الخالدة ورسالة الملائكة هما وشل مما في هذه الرسائل. ذلك ولم نشر إلى ديوانه سقط الزند لشهرته، ولا إلى عشرات من كتبه الأخرى
فمن هذا الإحصاء الوجيز الذي وضعناه عن مؤلفات أبي العلاء عامدين ندرك أشياء شتى، ونستنسج أشياء شتى. . . ندرك تعدد ثقافات أبي العلاء واتساع آفاقها، وندرك أنه كان يصنف كثيراً منها - يزيد على الثلاثين كتاباً ضخماً، بطلب خاص من الوزراء والأمراء وأعيان البلاد العربية. . . وندرك أن أبا العلاء كان رجلا موسوعيا في آداب اللغة العربية، ثقة في فقه هذه اللغة، فوق كونه فيلسوفا ملماً بمعتقدات الأديان المختلفة، بل بمعتقدات فرق الأديان المختلفة، كما ندرك أنه كان يغلو غلواً شديداً في تعقيد تلك الكتب ويختط لها خططاً عجيبة مضحكة من الإسراف الشكلي والالتواء الشديد
أما الذي نستنتجه من كتب أبي العلاء ومن تاريخ حياته. فهو أنه كان يكون مع طلبته،