فما أشبه الليلة بالبارحة حقا. لولا هذه الزيادات المتلاحقة من المآثم والشرور، تزيد صفحة حياتنا قتاماً وتشويهاً، وتضاعف من عمق إحساسنا بمرارة المعنى الذي ينطوي عليه قول أبي الطيب:
أتى الزمانَ بنُوه في شبيبته ... فسرَّهم، وأتيناه على الهرم
(جرجا)
محمود عزت عرفة
مقام الشهود لا وحدة الشهود
صوب الأستاذ أحمد صفوان في العدد ٥٨ من (الرسالة) إطلاق وحدة الشهود على وحدة الوجود، وهذا لا يجوز، فمذهب وحدة الوجود يتلخص في أن الموجود الحقيقي هو الله تعالى، وما عداه من المخلوقات فهو عدم حال كونه موجوداً؛ فالكل محتاج إليه، لأن به قيام كل شيء. وعلى هذا لا يصح إطلاق هذه التسمية عليه
وأما مقام الشهود فهو من مقامات الصوفية، يصل الإنسان إليه بكثرة الذكر حتى يقع الشهود القلبي، فإذا حصل الشهود واستغنى عن الذكر بمشاهدة الذكور، وهذه حالة قلبية روحانية ليس لها علاقة بوحدة الوجود، ولا يصل إليها إلا الكمّل الأطهار
(شطانوف)
محمد منصور خضر
بين أبي العلاء وداعي الدعاة الفاطمي
فهمت مما كتبه الدكتور محمد كامل حسين في العدد ٥٨٣ من (الرسالة) أن الرسائل التي تبودلت بين أبي العلاء ومناظره داعي الدعاة لم ينشرها غير المستشرق الإنكليزي مارجوليوث مرة سنة ١٨٩٦ ومرة سنة ١٩٠٢ بمجلة الجمعية الأسيوية الملكية، ولكن هذه الرسائل نشرت في مصر كذلك (١٣٤٩هـ - ١٩٣٠م) على يد الأستاذ محب الدين الخطيب الذي أشار في مقدمته التي قدم بها للرسائل أن المغفور له أحمد تيمور باشا أطلعه