من التلفونين إلى منزل لصديق من أصدقائه وقد تولى كل من الصديقين وفاء الاشتراك الخاص به لمصلحة التلفونات ولم يبق مبرر بل لم يبق سبيل للاتصال بين التلفونين، فانهما في دارين مختلفتين عند صديقين مختلفين، فعلام إذن تستحق أجرة أو رسوم هذه المواصلة المستحيلة؟)
هذه هي الواقعة التي بنيت عليها الدعوى
وتتمة الواقعة أن أروي للمؤلف الفاضل ولحضرت القراء قصتين صغيرتين
فالقصة الأولى قصة نزاع على شجرة في بعض جهات الإقليم الذي نشأت فيه وهو إقليم مشهور باللدد في المنازعات القضائية
هذه هي الشجرة التي لا ثمر لها ولا ينتفع منها بغير الوقود بعد قطعها كانت موضع النزاع سنوات بين أسرتين، واجتمع من قضاياها عشرات الملفات وألوف الصفحات؛ وتفرعت على الدعوى المدنية فيها دعاوى جنايات شتى لا تنتهي الواحدة منها حتى تتلوها الأخرى
وكان الأحكام العسكرية يومئذ مضروبة على إقليم أسوان لاشتعال الثورة المهدية وقرب الإقليم من الحدود
فكان قاضي المدينة ضابطاً من رؤساء الضباط في فرق الجيش المقيمة بها، وضاق ذرعاً بهذه المنازعات فأمر بإعداد الزورق البخاري ذات يوم ودعا بأحد الحطابين وبأفراد الأسرتين المتنازعتين لموافاته عند الشجرة. . . ثم أمر بقطعها وإلقائها في النيل ووراءها الملفات والأوراق. . . فأراحهم واستراح
تلك إحدى القصتين
والقصة الأخرى يعلمها أديب من بلد الأستاذ عبده الزيان: دمياط
وخلاصتها أنني كنت أشتري أقة من الكمثري الخشنة التي تعرف (بالخشابي) لأنني كنت أستعين بخشونتها على الهضم في بعض الأوقات. فسامني الرجل فيها ثمانية قروش، وكانت تباع بسبعة قروش في ميدان سليمان باشا
قلت للرجل: أنها تباع بسبعة قروش عند زميلك فلان
قال: إذن خذها من فلان!
قلت: نعم آخذها من فلان، ولن آخذ شيئاً منك بعد الآن. . .