في هذا العصر. . . . فما هذا كله يا أخي؟ أنك إذا حمدت الكذب القليل على الناس، فليس يحمد لك الناس هذا الكذب العريض على نفسك!. . . أنا واثق من الآن أنك مستطيع أن تقول أنك لم تقل لي هذا القول، فترميني بدائك وتنسل، كما يقول المثل. . . ولكن اذكر أنك قلته أمام تلاميذك الأذكياء الجدد، وقد نبهتهم إليه ليؤدوا الشهادة إذا أنكرت. . . فأحذر. . .
ومن هذا الكذب القليل الذي تستبيحه هذه الأيام أن تزعم أن الناس هم الذين طالبوك بالرد على فيلسوف العراق. . . وانك لن ترد على فيلسوف العراق. . . وانك قرأت رسائل التعليقات، مع إنك - وأقسم بحبك الجديد - لم تقرأها، لأنك اعترفت لي بهذا، وأنت تعترف لي بأنك كسول جداً هذه الأيام!
أما أن الناس قد طالبوك بالرد على ذلك الفيلسوف. . . فلا. . . لأنك أنت نفسك الذي وعدت بذلك في كلمة مكتوبة نشرتها لك الرسالة. . وهي أولى كلماتك في هذا الموضوع. . . ولكن لما حال كسلك بينك وبين الرد، لأنه حال كذلك بينك وبين قراءة الكتاب. . . فضلت أن تزعم أن أحداً يطالبك بالرد وانك لن ترد. . . إذ يقتضي الذوق في نظرك أن نحسن إلى من أحسن إلينا. . وقد شرفك الرصافي بتأليف كتاب علق به على كتبك. فأقل الذوق ألا نناوشه، وإن كان في عدم مناوشته إيمان بما يؤمن هو به من وحدة هذا الوجود وما يفرع منها من أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو مبتدعها، وأنه منشئ القرآن، وأنه لا معنى للدعاء والصلاة والبعث والثواب والعقاب والحساب. . . إلى آخر هذه الكفريات التي هذى بها في كتابه
ولكن لماذا يطالبك الناس بالرد على الرصافي وأنت تؤمن بشر مما يؤمن هو به؟! ألم تصرح بذلك في فلتة من فلتات لسانك؟ وهلا يحسن أن أنتظر كيف ترد على هذا الخبر؟ لنترك ذلك الآن. . .
أما أكبر الأدلة على أنك لم تقرا رسائل التعليقات إلى الآن فهو قولك إني أصر على أن أقحم الإسلام في وحدة الوجود. . . وأنا - وحق صداقتك يا أخي، لم أصر على شئ قط، وإنما الذي أصر على ذلك هو صاحبك الذي علق بكتابه على كتابك لأنه لم يقحم وحدة الوجود في الإسلام فحسب، بل جعلها من اختراع رسول الله - أو رسول الإسلام - كما