أب ت ث ج ح خ د ذ ر ز ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ وي
أما الترتيب الذي وضعه الخليل في كتاب العين، فهو ترتيب يتبع أساسا صوتياً فسيولوجياً، فيبدأ بالحروف الحلقية ثم ينتهي بالحروف الشفوية. وهذا الترتيب هو:
ع ح خ غ ق ك ج ش ص ض س ز ط د ت ظ ذ ث ر ل ن ف ب م وأ ي
ويشبه هذا ما ذكره الأزهري في التهذيب والمحكم لابن سيده)
وجاء في دائرة المعارف أيضاً أن هذه الحروف لها قيم عددية تشبه ما هو موجود عند العبرانيين والآراميين. من الهمزة إلى القاف تدل على واحد إلى مائة، والتسعة الباقية من مائة إلى ألف
واعتمد المنجمون على خصائص الحروف العددية فاستعملوا أبجد وأخواتها كتعاويذ وطلاسم سحرية. فكل حرف من الألف إلى العين يدل على إله أو قوة طبيعية. وعلى أساس هذه الصلة المتبادلة بين العدد والحرف من جهة، وبين الرموز المقابلة لها من جهة أخرى قام بناء من السحر. وكان اليهود يزاولون ما يشبه هذا في القرون الوسطى
هذه هي خلاصة القول عن الأبجدية. ومنها يتضح أمران: الأول أنها ترجع إلى أصل عبراني وآرامي، والثاني أن الناس انصرفوا بها إلى عالم الطلاسم والتعاويذ والسحر
ولهذين السببين صدف المسلمون عن استعمالها، وزهدوا فيها وفكروا في وضع ألف باء أخرى كما سبق
على أن كثيراً من المسلمين لم يجدوا حرجاً في اتباعها
جاء في الشاطبية ما يأتي
جعلت أبا جاد على كل قارئ ... دليلاً على المنظوم أول أولا
وشرح الإمام أبو القاسم القاصح هذا البيت فقال
أخير أنه جعل حروف أبي جاد دليلاً أي علامة على كل قارئ نظم اسمه في القراء السبعة ورواتهم أولاً أولاً، أي الأول من حروف أبي جاد للأول من القراء. ففي اصطلاحه أبج لنافع وراوييه، فالهمزة لنافع، والباء لقالون، والجيم لورش. . . الخ
وقد نهى القابسي عن تعليم أبي جاد، ووجوب اتباع ألف باء أخرى على الصورة المغربية، وهي التي ذكرناها سابقاً ونقلنا عن دائرة المعارف أن المغاربة لا يزالون يتبعونها إلى