للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الآن. وفيها خلاف يسير في الترتيب من حيث التقديم والتأخير عن ألف باء المتبعة في مصر وفي كثير من معاجم اللغة كالقاموس واللسان والصحاح. ولكن القاعدة واحدة وهي تجاور الحروف ذات الرسم الواحد في الكتابة. ونثبت هذه الألف باء المتبعة في مصر من باب الموازنة

اب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ وي

هذا الترتيب وضعه نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر العدواني في زمن عبد الملك بن مروان. وهو الترتيب الذي عليه العمل الآن في البلاد العربية، وجرى عليه أصحاب الصحاح والقاموس ولسان العرب وغيرهم. والمقصود منه ضم كل حرف إلى ما يشبه في الشكل

والذي دفعهما إلى وضع هذا الترتيب، هو النظر في حروف الهجاء والتفكير في تنقيطها، لما كان يقع في قراءة القرآن من التصحيف. فاخترعا النقط كتميز الحروف المتشابهة في الشكل منعاً للالتباس

جاء في الإتقان (اختلف في نقط المصحف وشكله. ويقال أول من فعل ذلك أبو الأسود الدولي بأمر عبد الملك ابن مروان، وقيل الحسن البصري ويحيى بن يعمر وقيل نصر ابن عاصم

وقد دعا النقط إلى ملاحظة الحروف المتشابهة في الرسم. فالباء والتاء والثاء واحدة، وإنما تتميز بالنقط فقط. لذلك تدرج الذين نقطوا الحروف إلى وضع الترتيب الجديد للألف باء وهو ترتيب المشارقة.

وعندنا أن هذا الترتيب الجديد، سواء أكان ترتيب المشارقة أم كان ترتيب المغاربة، إنما وضع لتيسير التعليم على الصبيان، على الأخص لأن قاعدته الرسم والكتابة. وهذه الألف باء لا يحفظها الصبي إلا كتابة، لأنه لا يستطيع ضم حروفها في كلمات، وإذا كان بعضهم يحفظها حرفاً حرفاً، فإن هذا الحفظ يسير جنباً إلى جنب مع تعلم كتابتها

أما أبجد هوز، فلأنها تجتمع في كلمات، فلم يكن بد ولو على سبيل الاختراع من إلباسها معاني مختلفة. وليس هذا غريباً عن قواعد علم النفس، فكل لفظة يقابلها معنى، لذلك تعددت الروايات عن معنى هذه الكلمات وألبسوها ثوب الخرافة. فهي تارة أسماء ملوك

<<  <  ج:
ص:  >  >>