للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مضيت إلى قصر جلالة الملك لأقيد اسمي في دفتر التشريفات، وتلك فرصة ذهبية أرى فيها أصدقاء لا يتسع الوقت للسؤال عنهم في يوم العيد

وراعني أن أرى رجلاً يجذب يدي بعنف وهو يقول: قيد اسمك وتعال معي!

والتفتُّ فإذا هو الأستاذ وهيب دوس الذي تحدثت عنه في مجلة (الرسالة) مرات، ففرحت بلقائه وصحبته إلى حيث يريد، وشاء كرمه أن ينقلني بسيارته إلى سنتريس، فكانت النتيجة أن يصحبني إلى حيث أريد

وفي الطريق سألني عما يشغلني من الشؤون الأدبية فقلت: إني مشغول بنظم قصيدة فصيحة على وزن الموَّال

- وما الموجب لذلك؟

- الموجب واضح في نفسي، وهو أن وزن الموال وزنٌ قديم عرفه المصريون قبل الإسلام بأزمان وأزمان، ولهذا يغنُّونه بسهولة عجيبة، تشبه السهولة التي يغني بها أهل الشام والعراق قصائد العرب القدماء

- وإذن؟

- وإذن يجب أن ننظم الأغاني باللغة الفصيحة نظما تأنس إليه الموسيقى المصرية، فنجمع بين المزيتين، ونتقي لذعات الأستاذ سليمان الصفواني

- ومن هو الصفواني؟

- هو صديق عراقي عيّرني في مجلة بغدادية بأننا ندخل (لم) على الفعل الماضي فنقول:

(في البحر لم فتكم في البر فتوني)

وقد أجبت بأن (لم) تجعل المضارع ماضياً، فدخولها على الماضي توكيد، والجواب صحيح، ولكن ما الذي كان يمنع من أن يقول صديقنا عبد الوهاب:

(في البحر ما فتكم. . .)

- وما خصائص هذه القصيدة؟

- لها خصيصة أساسية، وهي التحرر من مراعاة ما يسمى في علم العروض بالإبطاء، فاللفظة تقبل بكل ترحيب حين يوجبها المعنى، فلن ألتزم ما التزمته في قصيدتي عن الإسكندرية وقصيدتي عن مصر الجديدة، وقصيدتي عن بغداد، فكلمة (الساقي) كررتها

<<  <  ج:
ص:  >  >>