(مجنون ليلى)، ثم فصلاً من رواية (هدى)؛ وكلها من تأليف صاحب الذكرى العظيم
إلى الدكتور زكي مبارك
سلام الله عليك، وبعد قرأت كلمتك الأخيرة المنشورة على صفحات الرسالة تحت عنوان (زكي مبارك وكتاب الله) فلم يقع نظري - مع الأسف - إلا على تجريحك للأستاذ محمد أحمد الغمراوي واتهامه المجرد بأنه يعجز عن فهم كتبك ولا يستطيع هو ولا أشياخه نقدها، وإلا على تعجبك من (ثنائه على نفسه بنشر ما قال أحد مخاطبيه مدحا في قدحه على كتاب النثر الفني). وكنت أنتظر أن أقرأ بدلا من ذلك - أو مع ذلك إذا لم يكن منه بد - تفنيداً علميا للنقد الذي وجهه إليك حتى أستبين ويستبين القراء وجهة نظر الطرف الثاني في الموضوع.
ولما كنت تعنى بمدح أحد مخاطبيه، كلمتي التي عقبت بها على مقاله الرابع عن (فساد الطريقة في كتاب النثر الفني) فإنني أبادر - إنصافا له وبيانا للحقيقة - إلى تنبيهك إلى ما في نسبتك إليه الثناء على نفسه من تجن عليه، فالواقع أنني لم أبعث إليه رأساً بكلمتي حتى يصح أن ينسب إليه إنه نشرها، وإنما وجهتها إليه على صفحات (الرسالة) وهي التي تفضلت بالنشر على عادتها فيما يرد إليها من كلمات (البريد الأدبي). وأتعجب بدوري: كيف يغيب ذلك عنك وأنت الذي توجه وتوجه إليك الرسائل على صفحات الرسالة منذ سنين! كذلك أقرر - في الوقت نفسه - أنني إنما عنيت بالمدح فيما وجهته إلى الأستاذ الغمراوي، آراءه العلمية التي اشتمل عليها نقده والتي تناولت بعضها بالتفنيد، فلا شأن لي بما عدا ذلك؛ ولو انك ضمنت كلمتك الأخيرة شيئاً من هذا، لكانت أيضاً جديرة مني ومن سواي بالإطراء
وبمناسبة تعرضك لنقد الأستاذ الغمراوي بعد طول سكوت، ألا ترى أن النقاش بيني وبينه قد وصل - بعد جوابيه الأول والثاني على نقدي - إلى مرحلة تقتضيك بعدها الأمانة العلمية وواجبك نحو القراء أن تتولى إكماله معه باعتبارك الأصيل، عسى أن يساعد ذلك على جلاء وجه الحق في هذا الموضوع، وبخاصة فيما يتعلق برأي الباقلاني في السجع؟