للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالدستور والبرلمان.

وتنطق أبياته ببهجته بافتتاح البرلمان يوم المهرجان، وقد احتفى به الشعب من شيب وشبان وعقائل وفتيات، وتهادى موكب الملك فؤاد علي الريحان، تخطر العظمة في ركبه، ومن كفؤاد في عظمته وعظمة آبائه؟ وانه ليقيم في دار الندوة مجد مصر، ويؤسس الشورى ويوطد دعائمها، ويسوس بها هذا الجيل السعيد، وليس أدل على عظمة فؤاد وعلى سخائه من تنازله عن سلطته لشعبه الوفي.

مصر الفتاة بلغت أشدها ... وأثبت الدم الزكي رشدها

ولعبت على الجبال وحدها ... وجربت إرخاءها وشدها

وبعثت للبرلمان جندها ... وحشدها للمهرجان حشدها

حدت إليه شيبها ومردها ... وأبرزت كعابها وخودها

ونثرت فوق الطريق وردها ... واستقبات فؤادها ووفدها

موثلها وكهفها وردّها ... وابن الذين قوموا مقدها

وألقوا بعد انفراط عقدها ... وجعلوا صحراء ليبيا حدها

وبسطوا على الحجاز أيدها ... وسيروا العاتي فيه عبدها

حتى أتى الدار التي أعدها ... لمصر تبني في ذراها مجدها

فثبت الشورى وشد عقدها ... وقلد الجيل السعيد عهدها

سلطته إلى بنينا ردها

- ٧ -

ولما ائتلفت الأحزاب صاغ قصيدته (البرلمان) فكرر الاطمئنان إلى الدستور وأنه أمان من طغيان الفرد، وعهده ظليل جميل، وهو الكفيل لكل مجد أن يجني ثمار جده، ولقد كسبته مصر بجدها لم تنله عفواً أو يوهب لها وهباً، فقد جالد رجالها بسلاحهم في الثورة العرابية فسجلوا جدارتهم بالحياة الراقية والحرية، وجاهد أبناؤها في الثورة الحديثة فباعوا دماءهم وأرواحهم. فالدستور إذن يقوم على دعامتين: إحداهما ضحايا النضال في التل الكبير، والأخرى شهداء الصيال في الثورة. والدستور عصمة من الهوى، ونواب الأمة حراص على مالها لا يغتنمونه، أعوان لسلطانها لا يستصغرونه، يتساندون في الضراء، ويتعاونون

<<  <  ج:
ص:  >  >>