للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تصطدم هذه الشخصية المخلخلة المضطربة الثائرة الحائرة بشخصية خورشيد باشا القاسية الجاثية الماكرة اللئيمة. ذلك الرجل الذي يجد طعم اللذة الأثيمة وهو يحاور ابنه الطيب القليل الحيلة ويداوره حتى يشعره بآلام والضيق. والذي يتهمه المؤلف بأنه قاتل أبيه ليرثه. وبأنه يشعر بسعادة أثيمة وهو يؤذي فلاحيه ويطلق عليهم كلبه ليعقرهم. . . الخ، أنه نموذج لتلك الطبقة الأنانية الجشعة (التي تسرق أموال الفقراء!) والتي افلح المؤلف في أن نمقتها كل المقت ونزدريها كل الازدراء

يصطدم خالد بابيه انتصارا لمليم (صبي النجار) المتهم من الباشا بالسرقة جزاء أمانته، وهنا نجد جميع القوى مجندة في صف المال. وما إجراءات العدالة إلا مظاهر جوفاء كمراسيم التضحية بالفريسة في مجتمع متوحش. ويسلم مليم للسجن جزاء أمانته!!!

أما مليم فمهمته الحقيقية في القصة أنه محورها الفني. . لقد فهمنا أن المؤلف يريد أن يرمز إلى (رجل الشارع) ذي الفضائل الفطرية والطبيعية المستقيمة والعزيمة العلمية. . . ولكننا فوجئنا وهو ينحرف به في منتصف القصة فيكلفه القيام بعمل لا يقوم به (الرجل الشريف) ثم يجعله في نهايتها أحد أغنياء الحرب المعروفين!

ترى افلت الزمام من يد المؤلف؟ الأمريكي هي طبيعته طبيعة الضباب والرماد؟! هنا تستوي الغلطة والإصابة في الدلالة طبيعة المؤلف وطريقته!

وفي القصة غير هذه الشخصيات الرئيسية الثلاثة شخصيات أصيلة هي الأخرى. أطلق عليها اسم (جماعة القلعة) أولئك جماعة من الحالمين المنحلين. يصنعون كل شيء في أحلامهم الممتزجة بدخان النرجيلة! أنهم ينشئون مجتمعاً جديداً مطلقاً من جميع القيود والتقاليد، ولكن (في المنام)! هذه الجماعة تمثل حيرة فريق من شباب الجيل في مفرق الطريق!

وهنا يجتمع خالد ومليم، فيقوم مليم بعمله الذي لا يقوم به (الرجل الشريف!) يحتال على الرجال باسم (هانيا) الفتاة إحدى شخصيات جماعة القلعة!

ويقوم خالد بدور من أدواره كذلك. حتى إذا انتهت القصة وجدنا هذه الجماعة النحلة الحالمة وقد تفرق شملها ولم تصنع شيئاً. ووجدنا (خالد) يعود إلى طبقته ومجتمعه وقد انحلت نفسه وفرغت طاقتها وسقط صريعاً في حومة الصراع الذي دار في داخل شخصيته أعواما.

<<  <  ج:
ص:  >  >>