من قال إن لكل إنسان الحق في أن يملك جزءا كبيرا من ثروة وطنه التي جمعها له كثيرون من العمال والفقراء، ثم لا يؤدي حق الفقير والمحروم، ويترك أبنائهم يبحثون عن اللقمة والخرقة في المزابل كما نرى! بينما هو يكاد رأسه يتحطم بعمليات حساب أمواله المكدسة!؟
من الذي أباح للإنسان أن يملك أكثر من حاجات نفسه وكمالياتها في متوسط عمر الإنسان؟ فإذا كفل أن يملا أن مطبخه كل يوم بألوان مختلفة كثيرة، وداره بالفرش والرياش الفاخرة، واصطبله بالخيول المطهمة والسيارات الفخمة، وفناء داره بالأزهار وهكذا. . فما باله يشح على أمته فيما وراء ذلك؟!
فإذا قال الإنسان الغني، أو الفقير: احشد على مائدتك كل مادة مغلظة. . أو كل لحم المريض من البهائم، أو كل ما لا تطيقه أحشاؤك. . أو كل طعام الصيف في الشتاء وطعام الشتاء في الصيف، أو أفرط في السهر وعربد وأطلق لأهوائك وشهواتك العنان وسوف لا يكون من وراء ذلك شقاء ولا هم يحزنون؟!
ومن قال لك: كن قوادا لفلان. . أو ماسح حذاء فلان، أو نماما له لترقي أو تنال درجة أو وظيفة؟
ومن قال لك: بع حريتك واجعل خدك مداسا وقل للكلاب: يا سادتي. . في سبيل الخبز القذر المعجون بدموع الذلة!
ومن قال لك: اترك ابنك قذر الجسم والثوب وعليه التراب والذباب لان العمر بيد الله؟!
ومن قال لك: لا تحافظ على الطفولة (منطقة نمو الإنسانية) وأخرجها ضعيفة جاهلة؟!
ومن قال: أن الحياة آلام ومشقات؟
من قال؟ ومن قال؟ ومن قال؟ الله قال هذا! أم الجماعة الفاسدة هي قالت ذلك وسبته إلى الله، جعلتك تتهجم على العدل الإلهي الذي أقام الناموس الطبيعي بموازين لا تخطئ ولا تحابي؟!
اسمع ما يقول القرآن:(ولو أن أهل القرى آمنوا اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض؛ ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون). (وما كان ربك مهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون). (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاتقون) والتقوى كلمة