للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جامعة ينبغي أن يكون لها مدلولها الأول: وهو العمل الوقائي للخير ولدفع الشر. (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) إلى آخر الآية التي مر ذكرها.

٨ - قم إلى جسمك وقوه بالرياضة وحافظ عليه من عوامل الفساد، ولا تأكل إلا ما يسمح لك به الطب، ولا تسرف في الأكل والشرب، ونق جسمك من الأخلاط والفضلات الضارة. . ثم انظر هل يبقى به من سقم أو كلال إلا ما تستتبعه الحياة العادية في الأرض؟!

وقم إلى منزلك ومتعه بهبات الله من الشمس والضياء والهواء والبعد عن العفوفات والرطوبات ثم انظر هل تجد فيه غير بهجة الحياة؟

وقم إلى فكرك وعلمه وهذبه وسلحه بأدوات العصر وقلبه في أعاجيب الكون، ثم انظر هل تجد بعد ذلك سخطاً في نفسك وتشاؤماً؟! وقم إلى حواسك ومتعها بالجمال المباح ولا تحرمها من زينة الله التي أخرج لعباده، وأذهب عنها الملل والسأم وعنت الجد والعمل ببعض اللهو واللعب المشروع، وغن في غير فحش إن كنت حسن الصوت، وأسمع الغناء والألحان في غير إسراف، وأرقص رقص الرجال، رقص الفتوة وطفور القوة الذي لا تخنث فيه ولا شهوة ولا مخاصرة، لتنفض عن كفيك أعباء الهموم في بعض ساعات حياتك. . . واضحك من قلبك كطفل، وأفرح بالشمس والقمر، وأسلم جسمك للنسمات. ولكن أحذر أن تحول الإحساس بالراحة من عنت الأعمال الجدية إلى شهوة تتملكك وتسلبك التحكم في إرادتك وتمنعك من أداء واجباتك. فإن هذه الملاهي والراحات ما حرمت عند بعض المتزمتين إلا لأنها تطغى على النفوس وتمنعها عن الواجبات. وكما أن الماء يحرم إذا أورث شاربه أذى كذلك تحرم هذه.

وقم إلى طفلك وأحذر أن تلقى بذرة إنسانية مسمومة بالخمر أو بالأمراض الخبيثة حتى ينبت وهو صحيح في ظلمة الرحم ثم حافظ عليه وهو حمل جنين فلا تجعل مؤثراً عنيفاً يؤثر فيه حتى يخرج الطل بريئاً من عوامل الالتواء والاعوجاج فتعهده لتنمية حواسه وجسمه وأفتح روحه وثقفه، وكمله وهذبه.

وقم إلى روحك فأعتقد لها العقيدة الصالحة الصحيحة وتعبد بمقتضاها حتى توقظ فيك حياة الاتصال بباري الكون وتجعلك تحيل عليه جميع أمورك وهمومك وآمالك، وتقدم إلى وجهه جهادك وصبرك. ثم إلى الجماعة التي تعيش فيها وأقمتها على المنطق والمصلحة العامة

<<  <  ج:
ص:  >  >>