للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كما يقول قطري، أن كان قال هذا. وهجوا قطين الأرض، أهل الدنيا شر هجاء:

خذ جملة البلوى ودع تفصيلها ... ما في البرية كلها إنسان

أتمنى على الزمان محالاً ... أن ترى مقلتاي طلعة حر

زمان يمر، وعيش يمر ... ودهر يكر بما لا يسر

وحال يذوب، وهم ينوب ... ودنيا تناديك أن ليس حر

وإذا سمعوا المتفائلين الخلص يقولون: (ليس في الإمكان أبدع مما كان) تحدوهم صائحين: (ليس في الإمكان أقبح مما كان) وما النجاة عندهم لمرتجى خلاصه مما يقاسي ويرى إلا في الانتحار

كفى بك داء أن ترى الموت شافياً ... وحسب المنايا إن يكن أمانيا

ولهم في قتل الناس نفوسهم وتزبينه أقاويل، شرحها طويل. وهؤلاء القوم الذين سماهم المصطلح العربي بالمتشائمين واسمهم بالفرنجي بسيمست. إما أن يكونوا إلهيين، وإما أن يكونوا دهريين.

(وقالوا: ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا، وما يُهلكنا إلا الدهر، وما لهم بذلك من عِلم، إن هم إلا يظنون)

ودان أناس بالجزاء وكونِه ... وقال رجال: إنما أنتم بقل

ضل الذي قال: البلاد قديمة ... بالطبع كانت والأنام كنبتها

وأمامنا يوم تقوم عجوده ... من بعد إبلاء العظام ورفتها

فإن كانوا من الأولين فهل يحق إلا الإيقان كل الإيقان بأن ليس ثمة إلا الحكمة التامة والإتقان

(ما ترى في خَلق الرحمن من تفاوُت)

(صنع الله الذي أتقنَ كلَّ شيء)

(الذي أحسن كل شيء خلقه)

(صبغةَ الله ومن أحسنُ من الله صبغة؟)

والله أعلم من كل عليم وأحكم من كل حكيم

(أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً)؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>