لسان العرب: الإبدال قوم من الصالحين (ولنفرض رجال الأدب من أهل الصلاح) أربعون في الشام وثلاثون في سائر البلاد لا يموت منهم أحد إلا قام مكانه آخر. وجاء في اللسان أيضا: الإبدال الأولياء والعباد، سموا بذلك لأنهم كلما مات منهم واحد أبدل بآخر.
أما أهداف الأكاديمية الفرنسية فقد حددتها المواد ٢٤ و٢٥ و٢٦ من الأمر الصادر بإنشائها، وتلخص في العمل على تطهير اللغة واستكمالها وتركيز قواعدها. وكان المفروض أن يحقق ذلك بتأليف المعجم لتحديد الألفاظ، وكتاب النحو لتركيز القواعد، وعلم العروض لميزان الشعر، وعلم البلاغة لأحكام الكلام.
وهذه الأغراض تكاد تكون وأغراض مجمعنا واحدة فقد جاء في المادة الثانية من المرسوم الملكي الصادر بإنشاء مجمع فؤاد الأول للغة العربية ما نصه:
(أغراض المجمع هي:
(أ) أن يحافظ على سلامة اللغة العربية، وأن يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدمها، ملائمة على العموم لحاجات الحياة في العصر الحاضر، وذلك بأن يحدد في معاجم أو في تفاسير خاصة، أو بغير ذلك من الطرق، ما ينبغي استعماله أو تجنبه من الألفاظ والتراكيب.
(ب) أن يقوم بوضع معجم تاريخي للغة العربية، وأن ينشر أبحاثا دقيقة في تاريخ بعض الكلمات وبغير مدلولاتها.
(ج) أن ينظم دراسة علمية للهجات العربية الحديثة بمصر وغيرها من البلاد العربية.
(د) أن يبحث كل ماله شان في تقدم اللغة العربية، مما يعهد إليه فيه بقرار من وزير المعارف العمومية)
على أن المجمع الفرنسي لم يلبث أن قصر همه على إعداد المعجم، ثم على دراسة المنتجات الأدبية لمنح الجوائز للمتفوقين من الأدباء. ومع ذلك فان تصنيف هذا القاموس سار ببطيء قد نجد فيه بعض العذر عن التأخير في إنجاز قاموس مجمعنا. فان الطبعة الأولى منه لم تصدر إلا في سنة ١٦٩٦، أي بعد ستين سنة من إنشاء الأكاديمية. ثم صدرت منه أربع طبعات في القرن الثامن عشر، أما الطبعة الثامنة والأخيرة فقد صدرت منذ عشر سنوات، أي أن الأكاديمية أصدرت ثماني طبعات من معجمها في ثلاثمائة سنة