للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الألحان من شبابته في حنين دائم إلى ربة الجمال!

وعلى هذا النسق يسير المؤلف في الاستمداد من الأساطير، وصياغة ما يستمده مسرحيات تقصر أو تطول.

يجب أن نرتد هنا إلى التسلسل التاريخي في عالم الفن العربي فنرد هذا الفصل من فصوله - فصل الانتفاع بالأساطير المختلفة في عالم المسرحيات - إلى (الفنان الأول) الذي نقله إلى المكتبة العربية. . . هذا الفنان هو توفيق الحكيم:

أهل الكهف. شهرزاد. نهر الجنون. بيجماليون. سليمان الحكيم، هذه عنوانات لا تنسى، وقد فتح بها هذا الفصل في المكتبة العربية واستقر. واطمأن على وجوده بكل تأكيد.

بقي أن نتطلع إلى (الفنان الثاني) الذي يخطو خطوة وراء توفيق الحكيم. خطوة أصلية كخطوته. لا تقف عند تقليده. ولا تقف عند مداه. بل تمتح من نبعها، وترتقي آفاقا وراء الآفاق الأولى.

فهل استطاع الأستاذ (هنداوي) ان يخطو هذه الخطوة؟ يجب ألا نجد في أنفسنا حرجا من الجواب. . . لا!

ولا يعني هذا أن الأستاذ لم يوفق. فهذا شيء آخر. إنما الذي أعنيه هو أن الخطوة الأولى في هذا الفصل لا تزال متفردة ولا تزال سابق، وهذا كل ما أريد أن أقول.

وفي مسرحية (المثال التائه) مجال للموازنة بين (بيجماليون) توفيق الحكيم و (بيجماليون) خليل هنداوي وأحب هنا أن أبرئ الأستاذ (هنداوي) من النقل. فحينما ظهرت (بيجماليون) توفيق كتب الأستاذ هنداوي في المقتطف أن له مسرحية من فصل واحد عن (بجماليون) نشرها في المقتطف في وقت لا يتسع البتة للنقل والمحاكاة.

ثم إنه عالج الموضوع بطريقة أخرى غير طريق الحكيم وبين الطريقتين وبين الطاقتين تصح الموازنة ويصح القياس.

فأما بيجماليون عند توفيق الحكيم فهو الفنان المضطرب المتأرجح بين الحيوية الحاضرة والنموذج الفني الخالد. والذي يفتن بما أبدعت يداه ثم يحطمه لأن في نفسه أبدا طموحا إلى ما هو أعلى. إلى الفني الذي يخايل له أبدا ويدعوه إلى الخلق من جديد.

وأما بيجماليون عند خليل هنداوي فهو الفنان الذي يفتن بعمله الفني فيحس فيه الحياة

<<  <  ج:
ص:  >  >>