ومسايرة ميولهم؟ تلك الميول التي ربما كانت لا تحبذ الترجمة لأحد من أولئك؟ وإذا كان كذلك فما هي تلك الميول، وهل كانت ظاهرة أمستترة؟ وما هي الدوافع لها؟ وإذا قال قائل إنه اقتصر في معجمه على شخصيات الأدباء فقط، فأقول إنه ذكر كثيرين ممن اشتهروا بالشعر دون غيره كما مر آنفاً. وقد ترجم للإمام الشافعي كما ترجم لأناس اشتهروا بالعلوم الفقهية والنحوية، أو في اللغة والقراءة. فهل لا يرى رجال الأدب اليوم أن إغفال ياقوت - إذا صح - لمثل تلك الشخصيات يعتبر نقصاً كبيراً في قيمة معجمه الأدبية، أو على الأقل إهمالا من ياقوت وغمطاً لحقوق أولئك الرجال؟ وهو يجب أن يتصف به كاتب أخذ على عاتقه تدوين حياة الناس. وإذا كان ياقوت قد قال إنه جعل معجمه قاصراً على من اشتهروا بالأدب؛ فما هو المقياس الذي يقيس به ياقوت الرجل ليكون أديباً في نظره؟ وما هو معنى الأدب عند ياقوت؟ وعلى أي شيء يشتمل؟ وهل إن الوراقين أو بعضهم - وقد حشرهم ياقوت في زمرة الأدباء - يعتبرون من الأدباء في العصر الحاضر؟
هذا بحث مقتضب جاء على عجل، إلا أنه لا يخلوا من حقائق كما أنه لا يخلوا من غوامض تريد من يزيح الستار عنها. فإلى أدباء العصر ولاسيما من عرفوا ببحوثهم القيمة واشتهروا بتحقيقاتهم العلمية والأدبية الثمينة أوجه قولي هذا راجياً أن يتفضلوا بكشف النقاب عما خفي واستغلق ولهم على ذلك شكر التاريخ وثناء الأدب والله الموفق.
(الزبير - البصرة)
احمد حمد آل صالح
شرح لامية العجم، سحر العيون، نزول الغيث
تعليقاً على ما نشره العلامة المحقق الأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي في صفحة ١٨١ من (البريد الأدبي) للرسالة الغراء بعددها ٦٠٧ بتاريخ ١٩ فبراير سنة ١٩٤٥ تحت عنوان شرح لامية العجم - لم أقف على المصنف المذكور لصلاح الصفدي مطبوعاً في بولاق والذي أعرفه من طبعاته المتداولة طبعة معوض فريد (المطبعة الوطنية) بالإسكندرية سنة ١٢٩٠هـ وأخرى طبع المطبعة الأزهرية بمصر سنة ١٣٠٥هـ
أما كتاب (سحر العيون) المنسوب لأحد تلامذة شهاب الدين أحمد الحجازي الشاعر