كوويه فانه لما كانت المشادة التي يتحدث عنها شعورية فهو لا يحتاج إلى تحليل، بل يقول انه ما دامت الإرادة ضعيفة بالنسبة إلى التخيل فيجب وضع تخيل جديد أمام العقل يكون من شأنه أن يقلل من قيمة التخيل الأول الذي يتعارض مع الإرادة. وهكذا تبطل المشادة ويشفى المريض، وهو يضع التخيل الثاني بواسطة إيحاء لا يكون فيه ذكر للإرادة، فيطلب إلى مريضه أن يقول (لقد تحسنت صحتي وأنا في طريق الشفاء) لا أن يقول (أريد أن تتحسن صحتي وأريد أن أشفى)
وإذا قال أتباع نظرية فرويد بأن المرض يختفي بالإيحاء ليحل محله مرض أخف أو أشد منه. أجاب أتباع كوويه بأن من الممكن عمل إيحاء تام يشمل جميع الأمراض، والواقع أن هذا إذا نجح في كثير من الأمراض فانه يعجز عن شفاء الكثير منها أيضاً، لأن المشادة الشعورية ليست إلا أثراً أو دليلاً على وجود مشادة لا شعورية. والإيحاء إذا عمل قبل الكشف عن هذه المشادة الأخيرة قد يخفف من وطأة المرض العصبي مؤقتاً ولكنه يزيد من فعل الضمير في كبح الرغبات والأفكار الذاتية وضغطها، وذلك يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. فمعرفة المشادة اللاشعورية في هذه الأحوال وتحليلها هو من أهم الأمور أولاً، ثم يأتي الإيحاء بعد ذلك بأفكار جديدة سامية وتخيلات ممكنة معقولة. ولهذا نرى فرويد في كتبه يقول إنه لا يميل إلى إيحاء أي فكرة إلى المريض بل يجب تركه ليكون لنفسه من الأفكار والتقدير ما يراه مناسباً لها، فهو بعد الكشف عن المشادة يكون قد شفى من مرضه. وإذاكان المريض لا يزال في حاجة إلى الإرشاد فقد يوحي إليه في بعض الأفكار والمثل العليا.
ولما كان كوويه يعتقد أن وجود الإرادة من شأنه أن يزيد في عناد التخيل وتشبثه بتنفيذ رغباته فإننا نجده يعمل لإزالة التمييز وهو محل الإرادة من مريضه قبل إيحاء أي فكرة إليه، وذلك بواسطة أربع تجارب تثبت للمريض مقدار تأثير التخيل على الإنسان في غياب التمييز. وهو بعد أن يقتنع بقوة التخيل هذه يطلب إليه أن يستخدمها في شفاء نفسه، وذلك بأن يتخيل الشفاء، ولكنه بالطبع لأي طلب إليه أن يقول إنه يتخيل الشفاء، بل انه شفى من مرضه وأن مرضه لن يعود.
وهناك طريقة أخرى للإيحاء وهي أن يكرر المريض جملة معينة في أوقات مختلفة من