نعم نشأتي في الحب من قبل آدم ... وسرّى في الأكوان من قبل نشأتي
أنا كنت في العليا مع نور أحمد ... على الدرة البيضاء في خلويتي
ثم يستمر على هذا النسق فيذكر أنه كان مع جميع الأنبياء ويختم قصيدته باسمه وبأنه القطب شيخ الوقت إبراهيم.
وأبو سعيد أبو الخير من المبرزين في الشعر الصوفي، ويمتاز عن غيره من شعراء الفرس بابتداعه الشعر الصوفي عندهم وبنهجه منهجاً جديداً في النظم حذا حذوه أكثر شعراء الفرس كفريد الدين العطار وجلال الدين الرومي وعمر الخيام.
وإذا صحت نسبة الرباعيات الفارسية إليه فيكون بذلك أول مؤسس لرباعيات المتصوفة وأول مبتكر لطريقة جديدة هي الطريقة الرمزية في الشعر. ولكن هناك من يشك في صحة نسبة الرباعيات إلى صاحبنا استناداً على رواية تقول بأن الناظم الأصلي لهذه الرباعيات هو أستاذ أبي سعيد أبو القاسم بشريس وهو متصوف أيضاً وأديب مشهور
على أن شيئاً واحداً لا يمكن أن يتطرف إليه الشك هو أن أبا سعيد كان ينظم الشعر وكان يحفظ شيئاً كثيراً من شعر الفرس والعرب، وأنه كان ضليعاً في اللغة العربية وكان يجلس لتفسير القرآن. وبهذه المناسبة نقول إن تفسير القرآن على طريقة الصوفية هو تفسير خاص. ومن أشهر هذه التفاسير تفسير عبد الرحمن السلمي النيسابوري (٤١٢هـ) أحد الأساتذة الذين درس عليهم أبو سعيد ونال الخرقة منه، وأشتهر هذا الشيخ برواية الأحاديث ولا سيما أحاديث الصوفية وقد أتهم لذلك بأنه كان يضع الأحاديث على لسان الرسول لتقوية مذهب التصوف (سنن الصوفية).
وتفسير محي الدين بن عربي الشهير وتفسير نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري (في أوائل القرن الثامن للهجرة وتفسير عبد الرزاق الكاشي (الكاشاني).
وكما أن أصحاب الباطن (الباطنية) من المسلمين والحروفية فسروا القرآن تفسيراً يوافق آراءهم باعتبار أن للقرآن ظاهراً وباطنا وقالوا بأن الظاهر هو المفهوم لدى العامة وأن الباطن هو المقصود من القرآن ولدى الخاصة وحدهم (علم الباطن) أولئك الذين يعرفون (ما ظهر منه وما بطن) فكذلك المتصوفة فسروا القرآن تفسيراً خاصاً حيث كانوا يعمدون إلى التأويل دائماً تأويلاً يتفق مع آرائهم ومشاربهم.