قلت في السطر الرابع من العمود الثاني من مقالك القيم (أبو سعيد أبو الخير وشطحات المتصوفة) في عدد الرسالة السابق ٦١٨ ص٤٧٣: (وأبو سعيد. . . . . . كان على رأي أكثر المتصوفة الفرس في مذهب الحلول ووحدة الوجود بل كان من متطرفي أصحاب هذا المذهب في هذه العقيدة).
وأقول إن ثمة فرقاً كبيراً بين مذهب الحلول ووحدة الوجود حتى إنه لا يحق لنا أن نجمع بينهما ونقول إن أبا سعيد كان من أتباعهما معاً. إن المذهب الأول اثنيني يقول بطبيعتين مختلفتين: إلهية وبشرية، يمكن للأولى أن تحل في الثانية إن تحققت شروط معينة، ويتضح هذا المذهب خير ما يتضح عند الحلاج الذي قد تأثر ولا شك بفكرة المسيحيين عن اللاهوت والناسوت.
أما المذهب الثاني فمذهب وإحدى يقول بحقيقة واحدة كلية لها تعينات هي الحقائق على اختلافها. الكل هو التعينات والتعينات هي الكل وهذه وتلك هي الله. ويتضح هذا المذهب خير ما يتضح عند ابن عربي.
هذا الخلط بين مذهب الحلول وحدة الوجود قد وقع فيه من قبل زكي مبارك مع أنه قد ميز بينهما في هامش كتابه التصوف الإسلامي.
وإذا كان الأمر كذلك فإني أسأل الدكتور أن يجيبنا: من اتباع أي المذهبين كان أبو سعيد) ولكم الشكر.
حسن علي الحلوة
إلى الأستاذ محمد يوسف موسى
قدم الأستاذ محمد يوسف موسى كتابه (ابن رشد الفيلسوف)
إلى الأستاذ أحمد عاصم بك المدير العام لدار الكتب المصرية