وعلى هذا المدلول. ومنها معظم (النماذج الإنسانية) التي يرسمها التعبير القرآني في بعض كلمات أو فقرات.
وكتب الأستاذ عبد المنعم خلاف كلمة مطولة ضمنها ملاحظتين أساسيتين على مباحث الكتاب:
فأما أولاهما فخاصة بالتصوير في القرآن وفيها يقول:
(غير أنني أخشى أن يكون قد أفلتت لفظة أو أثنتان من قلم المؤلف في أهم فصل من فصول الكتاب خرجت بهما فكرته الأساسية التي عنونه بها في جو من المبالغة والتعميم. ذلك أن يقرر في الفصل الذي أنشئ من أجله الكتاب أن (التصوير هو الأداة (المفضلة) في أسلوب القرآن) وأن إدراكه وسيلة إلى (إدراكنا (سر الإعجاز) في تعبير القرآن))
(فإننا لا نستطيع أن نتجاوز عن إطلاق كلمة (المفضلة) ولا عن إطلاق (سر الإعجاز) لأن الحكم بتفضيل القرآن للتصوير كأداة في التعبير يقتضي الاعتماد على (الإحصاء) وظهور نتيجة بكثرة عددية. فهل إذا أحصينا طرق التعبير في القرآن نجد ما قرره يحظى بالكثرة العددية؟)
وجوابي للأستاذ عبد المنعم هو (نعم) وقد كانت مهمتي هي هذا (الإحصاء) وكان حكمي قائماً على هذا (الإحصاء) وقد عبرت عم ذلك في فصل (لقد وجدت القرآن) حين قلت:
(لقد بدأت البحث ومرجعي الأول فيه هو المصحف، لأجمع الصور الفنية في القرآن، وأستعرضها، وأبين طريقة التصوير فيها، والتناسق الفني في إخراجها إذ كان همي كله موجهاً إلى الجانب الفني الخالص، دون التعرض للمباحث الدينية أو سواها من مباحث القرآن المطروقة.
(ولكن ماذا أرى؟
(أن حقيقة جديدة تبرز لي. إن الصورة في القرآن ليست جزءاً منه يختلف عن سائره. إن التصوير هو قاعدة التعبير في هذا الكتاب الجميل. القاعدة الأساسية المتبعة في جميع الأغراض - فيما عدا غرض التشريع بطبيعة الحال - فليست البحث إذن عن صور تجمع وترتب. ولكن من قاعدة تكشف وتبرز.