للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العصور الوسطى، من طراز كتاب (شمس العلوم) لنشوان الحميري، هي نتاج لدراسة سنية صحيحة وإن كانت خالية من الابتكار. وعلى ذكر هذا الكتاب نقول: إن إمام اليمن كان يأمل أن ينشره بجميع أجزائه، بل إنه رغب في الأمر المرحوم الملك فؤاد، وقد عين وقت للنشر، بل إنه صدر إعلان عن ذلك النشر، ولكن وا حسرتاه، لم يظهر الكتاب حتى الآن. ويمكننا أن نقول بصفة عامة إنه يبدو إن اليمن في العصور الوسطى، على الرغم من الطابع الخاص الذي امتازت به مؤلفاتها، لم تتمخض عن حركات أدبية مبتكرة أو ذات نباهة عظيمة. ولعل خير ما يوضح لنا اتجاه الناس نحو العلم، من حيث هو إجلال واحتفاظ للمعلومات، هو البيت الآتي الذي قاله شاعر مغمور وأنشدنيه أحد أصدقائي:

العلم يعلى بيوتاً لا أساس لها ... والجهل يدني بيوت العز والشرف

وبما أن اليمن اليوم بلاد ما زالت إلى حد كبير في العصور الوسطى، تتحرك الهوينى نحو الحياة العصرية السائدة في سائر العالم، لم يكن هناك بد من أننا نجد ما ينشر فيها اليوم من الكتب يشبه كثيراً في طابعة تلك الكتب التي أخرجتها في العصور الوسطى.

الطباعة والمطبوعات في اليمن

في صنعاء اليوم مطبعتان، إحداهما في القصر الملكي المسمى (مقام الإمام) أو (المقام الشريف). وهي هناك منذ العهد التركي، وكانت تستعمل في طبع الجريدة (صنعاء) التي سنتحدث عنها فيما بعد. ومع أن هذه المطبعة كانت على ما يظهر تطبع بعض الكتب الصغيرة في الحين بعد الحين، ليس لدينا بيان عن مبلغ ما أخرجته من المطبوعات. والمطبعة الأخرى ملك لإدارة المعارف. وفي خلال العشرين سنة الماضية طبعت هاتان المطبعتان عدداً محدوداً من الكتب، ربما لا يتجاوز الثلاثين عداً؛ ومن المرجح أن قليلاً من تلك الكتب خرج خارج البلاد نفسها. وتدل موضوعات تلك الكتب على مبلغ اشتغال الناس بالشئون الدينية، مما تمتاز به المنطقة الجنوبية لجزيرة العرب، وتشجعه حكومة إمام اليمن. وتشتمل الكتب المطبوعة هناك على بحوث قرآنية، ورسائل في مذهب الزيدية، والفقه، والحديث وما إلى ذلك، وهي في الغالب طبعات لكتب قديمة من كتب المؤلفين السابقين.

وفي العلوم المدنية شغلت إدارة المعارف نفسها بجمع مواد لإخراج كتاب في تاريخ اليمن يمكن استخدامه في المدارس كتاباً مدرسياً. وقبل إعلان هذه الحرب كان تحت الطبع كتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>