عليه عنوانه، موضوع زراعة الفواكه واستخدام الوسائل الزراعية. وكان الأتراك في مدة احتلالهم لليمن قد قاموا بتجارب متقطعة في إدخال محاصيل جديدة في البلاد، وقد احتذى البيت المالك حذوهم في القيام بتجارب أخرى من جانبه، وعلى الأخص في زراعة القطن. ولا شك أننا سنرى في المستقبل الكثير من هذه المطبوعات الفنية والعلمية.
ومن المعلوم أن كثيراً من المؤلفات القيمة بأقلام بعض اليمنيين قد ظهرت في القاهرة حيث تقطن جالية يمنية. ومن بين هذه المطبوعات الكتب الثلاثة التي ألفها عبد الواسع، والتي تناول فيها التاريخ والجغرافية والشئون العامة التي تشوق القارئ. ونحن نؤمل أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه هؤلاء المؤلفون اليمنيون أن ينشروا مؤلفاتهم في وطنهم. وسنرى أن معظم المؤلفات التي تنشر اليوم عن الجنوب الغربي لجزيرة العرب إنما تنشر في مصر، أو الهند، أو جزائر الهند الشرقية.
عدن وطلائع الحركة الحديثة
تختلف عدن اختلافاً عظيماً عن اليمن وعزلتها الجذابة التي خلفتها في القرون الوسطى، بما فيها من الجو العلمي الذي يستمد من مائة سنة كانت فيها عدن على اتصال مباشر بالبلاد الأوربية، وبمصر، والهند؛ وبمدارسها الثانوية للبنين والبنات؛ ويعلم في مدارس البنين معلمون من البلاد العربية الأخرى كسورية، وأحياناً من الهند؛ وبالعدد المتزايد الذي ترسله من أبنائها إلى جامعات القاهرة وبغداد. ويطالع الأهالي الجرائد المصرية الشهيرة، بل إنني كثيراً ما رأيت كذلك روايات مصرية في أيدي المتعلمين في المدارس الثانوية من آهل عدن. ومما لا شك فيه أن الجالية السورية المؤلفة من مستوردي المنسوجات والتجار تستورد كذلك الجرائد السورية، وما نعهده في السوريين وميلهم للاشتغال بالصحافة يدعو إلى الظن بأنه في يوم من الأيام قد يقوم أحد السوريين بنشر جريدة في عدن. وليس هناك مفر من أن الصحافة تنتعش في مثل ذلك الجو، وتصدر جريدة (فتاة الجزيرة) منذ أواخر سنة ١٩٣٩. وكان في عدن قبل سنة ١٩١٤ ثلاث مطابع، وكانت إحداهما في السجن وربما كانت تقتصر على طبع المطبوعات الحكومية. وليس من المعروف مدى ما نشرته المطبعتان الأخريان من الكتب العربية، ولم أستطع أن اعثر على أي مطبوع عربي صادر عنهما. على أنه قبل الحرب الحاضرة أخرجت مطبعة الهلال في بازار بهرة - وهي تطبع