بابنة الحاكم تتح صندوقاً وقعت عليه عينها فوجدت فيه ثوب عرس فأفلتت منها صيحة إعجاب جعلت الباقيات يتجمعن حولها ويتحسسن الثوب في رغبة خفية.
فقالت ميلي في حزم - دعن الثوب. . . لقد صنعته لما حاول أحدهم الزواج بإحداكن. . . دعنه. . . ولكنهن تجاهلن كلماتها وأسرعت ابنة الحاكم ترتديه وهي تقول:
- أن هوب الصغير له شعر مجعد، كم هو مغرٍ
فقالت ابنة المحامي - ليس لهوب ما لهلبرت من جمال
فقالت الثالثة - أرأيت عيني هارفي، إنهما فاتنتان بنظراتهما الهادئة الوديعة.
وقالت الرابعة: ما اجمل اسم هوارد وما ألطف وقعه على الأذن!
فقالت ميلي وهي تتظاهر بالخوف - ما هذا يا فتياتي. . أأصابكن الجنون؟
فرمقنها بنظرات التحدي والثورة حتى اضطرت إلى أن تخبرهن بأن هناك أربعة أثواب أخرى غير هذا الثوب.
ولما بدأن يهرعن لرؤيتها أوقفتهن وهي تقول - إن أردتن الزواج من آل بونتبي، فليس هناك أي مانع، ولكن أعلمني أني لا أزال مسئولة عنكن أمام آبائكن، فبمجرد زواجكن يجب أن يعود كل إلى مكانه، أنتن إلى هنا، وهم إلى حظيرتهم، ولا يمكنني أن أجمع بينكن وبينهم إلا بعد الحصول على موافقة آبائكن.
قام القسيس الفقير بصوغ العقود الخمسة، وعاد الرجال إلى حظيرتهم، كما أغلقت أبواب المنزل على الفتيات.
ولكن حدث في ذلك المساء أن هبت ابنة الحاكم صارخة:
- أنا لا أفهم كيف تقوي فتاة متزوجة لها شرعية الوجود مع زوجها دائماً على أن لا تراه إلا من النوافذ خلسة!
وحينئذ ارتضت ميلي أن تسن لهن قانوناً خاصاً، فسمحت للرجال بزيارة زوجاتهم ثلاث مرات في الأسبوع، على أن يتناولوا العشاء معهن تحت مراقبتها.
كان النفور هو الشعور السائد بين الفتيان والفتيات في أول الأمر، ولكنه سرعان ما اختفى، فهاهي ذي أبنة الحاكم وقد سمحت لهوب أن يضغط يدها في غفلة عن ميلي، كما خاطت ابنة المحامي زراء في ثوب هلبرت وهكذا بدأت الأحوال في التحسن والانتعاش ولو أن