لما كانت الكتابة واسطة للتعبير وجب على الباحث إجادتها ليؤدي المعنى بأبسط عبارة. ولذلك ينبغي عليه أن يعرف آداب اللغة التي يكتب بها وقواعدها وأساليبها مع التضلع في مفرداتها ليسهل عليه التعبير عن نتائجه بطريقة سليمة بسيطة سهلة لا يملها القارئ. فلا يستعمل كلمات لا معنى لها في موضوعه. إذ من أصول الكتابة العلمية أن تؤدي كل كلمة معناها الخاص بها اللازم للتعبير عن غرض الباحث. لذلك يجب عدم تكرار الألفاظ لغرض التنميق والتجميل لأن الغرض من الكتابة العلمية ذكر الحقائق من غير حشو وبأسلوب بعيد عن التجميل المستطاب في كتب الأدب.
والواجب على الباحث عند نشر بحوثه باللغة العربية أن يراعي قواعدها والكتابة بأساليبها لتبلغ جملة غايتها من غير شطط، وان يرجع إلى لغة العرب لانتقاء ما يصلح من ألفاظها للمصطلحات العلمية الحديثة؛ فإن عجز فلا غبار عليه من تعريب هذه المصطلحات بما يقبله الذوق أو من وضعها بحالتها وله قدوة في ذلك بمن سبقنا من علماء العرب الذين نقلوا كتب الأعاجم إلى العربية
والخلاصة هي أن الباحث يجب أن يراعي في نشر بحوثه القواعد الآتية: -
١ - أن تكون كتابته واضحة سهلة تؤدي لمن يقرؤها المعنى المقصود.
٢ - أن يكون لكل كلمة وجملة يكتبها معنى يتصل اتصالاً وثيقاً ببحثه.
٣ - أن تكون جملة صغيرة تحمل معنى كبيراً
٤ - أن تكون جملة منطقية الترتيب من يقرؤها مقتنعاً بصحة نتائج بحثه.
ولا حرج على الباحث من نشر ما ينتهي منه من فروع بحثه أولاً بأول ولا يمنعه ذلك من الاستمرار في بحثه حتى تتم أدواره.
٦ - حسن علاقة رؤساء البحوث بمرءوسيهم
يجب أن يكون المشرفون على البحوث بالنسبة لمرءوسيهم كالقلب بالنسبة للجسم ينظم حركة عمله. فإذا كان القلب سليماً انتظمت أعمال الجسم ولذلك يجب أن تتوفر في رئيس البحوث شروط خاصة كنكران الذات والتضحية والتفاني في الهبة وحسن الخلق والعلم الغزير مع التواضع وحسن توزيع العمل. وأن يعمل على إيجاد الجو الصالح لإدارة