المهنة وعن خدمة الأغراض النبيلة فسرعان ما يدركهم الملل من التدريس فينفضون أيديهم منه.
كان سيميون يجعل باله دائماً إلى اختيار أقصر الطرق وأكثرها استقامة ولكنه كان يجد العراقيل دائماً في الطريق، فهنا أحد الفلاحين لا يسمح له بالمرور، وهناك أرض القسيس لا يخترقها أحد، وفي جهة ثالثة قد اشترى بعضهم قطعة أرض وحفر حولها حفرة فلا سبيل إلى عبورها، وهكذا كان يضطر بين الحين والحين إلى تغيير طريقه ووجهته.
ومروا في أثناء الطريق على قرية (نيز هناي جورود ينشى) فقال سيمون (لقد كانوا يبنون مدرسة هنا أخيراً. وكان هذا فقال سيميون (لقد كانوا يبنون مدرسة هنا أخيراً. وكان هذا عملاً سيئاً جداً!).
فقالت ماريا باستغراب (لماذا؟)
(يقولون إن المراقب أخذ ألف جنيه في جيبه وأخذ راعي المدرسة ألفاً أخرى وأخذ المدرس خمسمائة)
(لقد تكلف المدرسة كلها ألف جنيه. فمن الخطأ يا جدي أن تفتري على الناس مثل هذه الأكاذيب)
لا أدري. . . وإنما أخبرتك بما سمعت من الناس)
ولكن كان من الواضح أن سيميون لم يصدق الناظرة. ولم يكن الفلاحون يصدقونها كذلك. فقد كانوا يعتقدون أنها تأخذ راتباً ضخماً: عشرين روبل (وكان يكفيها خمسة) وأنها كانت تأخذ لنفسها معظم المال الذي تجمعه من التلاميذ باسم الخشب وباسم البواب، وكان راعي المدرسة يعتقد ذلك أيضاً، وكان هو يدوره يجعل لنفسه ربحاً من المال المجموع للخشب، وكان يأخذ هبات من الفلاحين بصفة كونه راعي المدرسة بدون علم السلطات المختصة. .
وأخيراً خرجوا من الغابة إلى الطريق المستوي الذي يؤدي إلى فيازوفيا، وكان عليهم أن يعبروا النهر ثم خط السكة الحديد فيصبحوا على مرأى البصر من فيازوفيا.
قالت ماريا (إلى أين أنت ذاهب يا سيميمون؟ خذ الطريق الأيمن إلى الجسر؟
(نستطيع أن نذهب من هذا الطريق أيضاً. وليس النهر عميقاً هنا)، (وأحذر أن تغرق الحصان)