ويعتذرون لفرنسا اليوم في تصرفاتها البربرية بأنها تحس (مركب النقص) بعد الهزيمة، فتزيد التعويض بمظاهرات القوة، وأن سياسة وخز الإبر التي تتبعها معها إنجلترا في الشرق هي التي تثير أعصابها تلك الثورة الوحشية.
ولكننا نستعرض تاريخ فرنسا في الشرق، فلا نجد اختلافاً بين مركب النقص ومركب الكمال!، ولا نلمح فرقاً بين فرنسا الظافرة بعد الحرب العظمى وفرنسا المهزومة في هذه الحرب.
أنها هي هي. . . فرنسا المتوحشة في كل حال. فرنسا التي تدك القاهرة بالقنابل وتعتدي على حرمة الأزهر وكرامة الدين في عهد نابليون، هي فرنسا التي تدك عاصمة الأمويين بالقنابل في عام ١٩٢٥ ثم في عام ١٩٤٥
فإما أن (مركب النقص) هذا طبيعة فرنسية دائمة، وإما أننا نختلق لفرنسا المعاذير لأننا منحلون. لا نثور لعرض، ولا نغضب لأهل، ولا تعنينا كرامة، بعد أن تهيئ لنا فرنسا لذائذ الحس، وشهوات البدن، أو حتى لذائذ الفكر وشهوات الوجدان!
يجب أن نذكر أن فرنسا هي التي أطلقت قنابلها على القاهرة وداست بخيلها مسجدنا الأعظم في عهد نابليون
يجب أن نذكر أن فرنسا هي التي مهدت الطريق للاحتلال الإنجليزي بانسحاب أسطولها من المياه المصرية سنة ١٨٨٢، وترك الأسطول الإنجليزي يهاجمنا بعد الخدعة اللئيمة التي خدعها دي لسبس لعرابي بحماية قناة السويس وعدم السماح للأسطول الإنجليزي بمهاجمة مصر من ناحيتها، ثم النكث بالعهد، لأن فرنسا كانت تبصبص بذنبها كالكلب ينتظر فتات المائدة في (الاتفاق الودي) بعد ذلك بأعوام!
يجب أن نذكر أن فرنسا هي التي أطلقت قنابلها على دمشق عاصمة الأمويين مرتين في خلال عشرين عاماً، بلا مبرر، وبعد تدبير شنيع
يجب أن نذكر أن فرنسا هي التي دبرت مؤامرة وحشية دنيئة لم تتم لقتل أعضاء الوزارة السورية وأعضاء البرلمان السوري، وكان عدم إتمامها راجعاً إلى وقوع وثيقة في يد الحكومة السورية
يجب أن نذكر أن فرنسا هي التي أصدرت أمراً يومياً لقواتها في سورية بالاستعداد