للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والمنطق والأدب، والأدب المقارن والعبرية والسريانية والإنجليزية والاقتصاد والاجتماع. . . الخ الخ. . . وقد درسوا في تجهيزية دار العلوم برنامج المدارس الثانوية وزادوا عليه التفسير والحديث والفقه ولو اطلع الأستاذ على مناهجهم واستيعابهم لها وشغفهم بالبحث والدرس لغير رأيه، أو لوجد من الخير له ألا يهاجم به إن كان له في الإصرار على الانتقاص الظالم أرب.

وأما أن المتخرجين في دار العلوم يخشون التغيير والتجديد لأسباب اقتصادية وطبقية فهذا افتراء وضغن، فليسوا يعادون التجديد حرصاً على وظائفهم أن تزايلهم كما يزعم؛ لأنهم دائماً في طليعة المجددين، لكن على أن التجديد إصلاح وبناء ودعم، لا اعتساف وثرثرة وهدم، ثم هم قد درسوا الرياضة والتاريخ والجغرافيا في مدارس المعلمين والمدارس الحرة فبرعوا، واستحقوا تقدير الرؤساء، ونالوا إعجاب الطلاب، ولم يخطر لأيهم أن يقاوم تجديداً في اللغة لأنه يؤثر صالحه كما يتهجم عليهم الأستاذ، وإلا فما بالهم يجددون في منهج دار العلوم ويستقدمون أساتذة ليسوا من أبنائها؟ وما بالهم دعوا إلى إنشاء المجمع اللغوي منذ ثلاثين عاماً؟

- ٨ -

ولم ينفد بعد تجنيه على دار العلوم، فيقول (ودار العلوم للمسلمين، وهذه نظرة تربط بين اللغة والدين. . . فاللغة عند زكي مبارك وابن عرب والحكومة المصرية ليست لغة الديمقراطية والأتومبيل والتلفزيون بل هي لغة القرآن وتقاليد العرب) ويخيل لي أن هذا مفتاح ضغنه على دار العلوم، فلماذا يختص بها المسلمون؟ أليس في هذا حرص على اللغة العربية لأنها لغة الدين؟ نعم دار العلوم للمسلمين، لأن المسلمين ما زالوا يرون حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف غذاء اللغة ومعينا للأدب، وما زالوا يحرصون على سلامة اللغة وبقائها ليبقى الدين ويبقى القرآن الكريم. وأي ضير في أن يكون للغة علاقة بالدين؟ أيريد الأستاذ أن يتهاون أبناء دار العلوم باللغة فلا إعراب ولا فصاحة ولا تحرز من أن تفشو الكلمات الأعجمية وإن استطعنا وضع معانيها من لغتنا العربية كما صرح بذلك في كتابه حتى يصبح القرآن غريباً في هذه اللغة وهو منها الروح الملهم والمدد الذي لا يغيض؟ أم يريد ألا يدرس أبناء دار العلوم دينهم ولا يعلموا فيما بعد تلاميذهم؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>